امرأة مشبعة باليباس في مهرجان الماغوط

عن خلاص "امرأة مشبعة باليباس"
من ميناء "الحسكة" إلى رصيف "سلمية"
محمد القصير الأحد 25 تشرين الأول 2009

ليست سوى جارية تركع أسفل قدمي السيد، ليست سوى جسداً يحتوي في داخله ما أفرغه الماجن، ليست سوى منفية بين جدران خيبتها تنتظر الخلاص، امرأة أشبعها القهر، والذل، حتى استطاب لها، فتيبس الكل فيها، هكذا هي الإنسانية عندما تقف مكتوفة الأيدي تنظر بعين مكسورة إلى ما يقوم به الطاغي، هذا السيد المستبد الذي تحول لمنظومة تتحكم في الرقاب، "امرأة مشبعة باليباس" مسرحية طارت من ميناء "الحسكة" لتحط على رصيف "سلمية" تبث لجمهورها لواعج الإنسانية، فلم ترحل، بل فضلت الانتحار، وهذا ما لم يتمناه أصحاب الرصيف.

موقع eSyria حضر العرض المسرحي "امرأة مشبعة باليباس" لفرقة المسرح الجامعي في "الحسكة" في ثالث أيام مهرجان "محمد الماغوط" المسرحي في دورته الثالثة، وذلك يوم السبت 24 تشرين الأول 2009 واستطلع بعض الآراء.

الفنان "إسماعيل خلف" مخرج العمل، تحدث عن مشاركته في مهرجان "محمد الماغوط" المسرحي الثالث، فقال: «بدون مجاملة، أنا في منتهى السعادة لأنني موجود في هذه المدينة العريقة التي اسمها "سلمية" وأنا أكنّ لها العشق الكبير، وأحد وجوه هذا العشق هو "محمد الماغوط" نفسه، وأنا من الذين جسدوا كتاباته على الخشبة».

وعن المسرحية قال: «كنت أخشى من صعوبة تلقيه، ولكن ما أثار دهشتي أن هذا العرض قد وصل إلى الجمهور، وبالصورة التي أقصدها، وما أود قوله: أنني كنت أتمنى أن يأتي العرض كما هو، هناك الكثير من اللوازم لم نستطع الاعتماد عليها لضيق مساحة الخشبة، ولكن العشق الذي تحدثت عنه يبدو أنه فعل فعلته، فكان الأداء على مستوى المسؤولية، أعتقد أنه ارتقى إلى سوية الجمهور الحاضر في الصالة».

السيد "خالد بدور" أعجب

"إسماعيل خلف" مخرج المسرحية

بالعرض بشكل عام، ولكنه تمنى شيئاً واحداً حيث قال: «كنت أتمنى لو أن النص، أو المخرج اختار نهاية مغايرة لما شاهدناه، وبرأيي كنت أفضّل لو أن هذه المرأة قتلت على يد السيد، الطاغي، مجموعة الطاغية، وهي تحاول أن تتخلص منهم، هذا ما كان سيشدنا إليها أكثر، وبالتالي كانت ستزرع في النفوس شيئاً من الأمل، على العموم كان الأداء جيداً».

الأستاذ "أمين الحاج" أثنى على العرض، فقال: «لن أدخل في تفاصيل العمل، فلكل رؤيته الخاصة به، والذي سيدافع عنها مهما تجادلنا، ما أود قوله أن الأداء كان مميزاً، وبرزت الممثلة بشكل لافت في حيثيات العرض، ربما لأنها احتلت مساحة أكبر إن لم نقل أنها لم تغادر الخشبة منذ البداية وحتى النهاية».

السيد "عصام كحلة" تحدث عن السينوغرافيا، فقال: «كان المخرج موفقاً في التشكيل السينوغرافي للعرض، وهذا ما جعلنا نشاهد بمتعة خالصة، المسرحية جيدة من حيث الأداء، الموسيقا التصويرية كانت مناسبة».

السيد "رائد السكاف" تحدث عن مقولة النص، فقال: «لم يستطع النص أن يصل بهذه

الممثلة "آهين حمزة" في دور المرأة

المرأة إلى حل يجعلها أكثر خضرة وخصوبة، فكان الموت الحتمي والقسري الذي اختارته خلاصاً لها من ذل أرهقها زمناً طويلاً، وفي نظرة متأنية لعنوان المسرحية نجد أن هذه المرأة مشبعة باليباس، وهي ليست يابسة بالمطلق، أي أن هناك شيء ما يمكن إنقاذه لإعادة الخضرة تسري في عروقها، غير أنها اختارت اليباس المطلق فانتحرت، على العموم العرض كان جيداً».

السيد "محمد الشعراني" وهو متابع يومي للمهرجان أكد على أن المخرج اشتغل بشكل موفق على إعداد هذا النص، وأضاف قائلاً: «لقد شعرت أن هناك شيئاً من الممازجة بين هذا النص، ونص "سوناتا الجنون" الأسلوب ذاته، وكان هذا التمازج موفقاً وجيداً، في البداية كنت أظن أن النص يتحدث عن ديكتاتور بعينه، وفجأة وجدت نفسي أمام منظومة كاملة تعمل على إذلال البشرية عامة، ووقفنا أما القطب الواحد الذي يتحكم بكل شيء».

وأشار للاستخدام اللافت لقطع الإكسسوار خاصة منها "الشرشف" والذي وظّفه المخرج في أكثر من مهمة، وتابع يقول: «هذا الاستغلال الكبير لقطع الإكسسوار ينم عن عقلية مخرج متقدة، وهذا هو الإبداع برأيي».

بطاقة العمل:

* امرأة مشبعة باليباس.. مسرحية عن "جواد الأسدي" و"فاضل عبد الله".

* الإخراج لـ "إسماعيل خلف".

* التمثيل: "آهين حمزة" بدور المرأة، و"عماد حبيب" بدور "الطاغية- السيد".

* مساعد المخرج "عامر جميل".

الفنيون: "عبد عبد الله" تنفيذ الصوت- "أيمن الأحمد" تنفيذ إضاءة- "إبراهيم عزي" تنفيذ الديكور- "يارا علي" تنفيذ ملابس- "عبد الغني سلطان" إدارة منصة.

*الإنتاج: فرقة المسرح الجامعي في "الحسكة".

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

امرأة مشبعة باليباس في مهرجان الماغوط

امرأة مشبعة باليباس في مهرجان الماغوط

امرأة مشبعة باليباس في مهرجان الماغوط :: تعاليق