قصة قصيرة .......... الرحيل المشترك

تقلّب في فراشه مّرات ومرّات , لملم غطاءه حول جسده ونظر إلى المنبّه , لم تتجاوز موعد صحوته لكنّ النوم عانده , فاسترسلت أفكاره سارحة في فضاء غرفته أحيانا كانت تحّط على الصور المعلّقة وأحيانا على رفوف المكتبة , وتارة تسبقه إلى الشرفة , من الصعب جدا عليه أن يبدأ يوما جديدا بدون قهوتها , أوحتى من دون حركاتها في غرفة نومهم وعجلتها الصباحيّة عند التأخّر .
لم يكن يرغب أبدا في مغادرة فراشه ولا بترك تلك الوسادة التي عانقها كلّ الليل , هل رحلت فعلا وتركت مكانها فارغا في فراشي ؟ هل ستشهد الشرفة كلّ يوم صباحا ذكوريّا ؟
أخطأت .... نعم لقد أخطأت : لم أقدر على التعبير عن كلّ مافي داخلي , لم أعطها كلّ شغفي وولعي بتفاصيلها , لم أنشد لها يوما أغنية , أو أقصّ عليها قصّة ,لم أتلو على مسامعها الشعر يوما , كيف بها تحبنّي وأنا غير مكترث بهمومها وأحزانها حتّى تعابير وجهها بتّ أنساها .
كان يختلق الأعذار ليبررّ لها حماقتها , ويبحث بين السطور عن كلمة لم يقرأ ها بعد علّه يفهم مبتغاها , لكّن الشرفة كانت الأقرب , ومنذ تلك اللحظة لم تشهد شرفتهم أيّ صباح عائلي حميمي , أو أيّ صباح ذكوري .


مع كل الحب الفيروزي

ملعوبة