دخول
مواضيع مماثلة
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 423 بتاريخ الجمعة أكتوبر 25, 2024 2:31 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
معنى السخرية عند الماغوط
+5
رنوشة
awwad.AD
وسيم جاكيش
علي صدران
نبيل جاكيش
9 مشترك
فنون سلمية :: فنون :: على الخشبة "مسرح"
صفحة 1 من اصل 1
معنى السخرية عند الماغوط
معنى السخرية عند الماغوط
يقول الماغوط: «الذين لا يتحدثون إلا عن الأدب الجاد والمسرح الجاد والخبز الجاد والويسكي الجاد والأفلام الجادة والمواعيد الجادة هم في الحقيقة أكبر مهرجين في الساحة الأدبية ولا ينقصهم إلا دلال عقاري جاد يقنع زياد مولوي بالتخلي لهم نهائياً عن مسرح الخيام.
والراقصة الجادة هي التي لا تهز خصرها أمام الجمهور إلا وهي متأبطة ملفات روجيه غارودي من جهة ورواية "الياطر" من جهة أخرى.
والغرام الجاد هو أن ينتحي العاشقان ركناً بعيداً عن ضوضاء الناس ومتاعب الحياة، ويتهامسان تحت ضوء القمر عن الرقابة التموينية والثغرات في قانون الإصلاح الزراعي.
والسباحة الجادة هي أن يلبس المثقف مايوهاً رصيناً ويستلقي على ظهره في حوض السباحة ويطالع مجلة الموقف الأدبي أو جريدة اللوموند».
نقيض الجدية هو اللعب، ولاشك أن السخرية صورة من صور اللعب، إنها تحويل الواقع المرّ من خلال اللعب إلى حلاوة، عذوبة، ضحك.
اللعب يعطي معنى آخر للواقع بعيداً عن روح الجدية الصارمة التي هي إحدى أسباب المرض النفسي، فأن تؤخذ الأشياء بروح لعوبة لهو تعبير عن ديانة الطبيعة بما تحويه من تسامح ومودة وفي نفس الوقت لا تخفي نزعة أساسية في صميمها كالعدوانية، لكن السخرية أو اللعب يضفي عليها طابعاً بهيجاً يفضي إلى مزيد من الإثارة والشغف وتتشذب النزعة العدوانية بالحب وتتوجّه على نحو بناء وإيجابي.
ولعل اللعب بمفهومه السيكولوجي دفع حديثاً بعض الباحثين في العلاج النفسي إلى دراسته ومنهم آلان واطس في كتابه «العلاج النفسي بين الشرق والغرب» فهو يدرس مفهوم «المايا» الهندوسي والبوذي بمعنى الوهم وهو العالَم في الهندوسية وهذه الكلمة بالمعنى الأصلي الدقيق لكلمة اللعب باللاتينية. ونسمع آلان واطس يقول: «هدف الانعتاق ليس تدمير المايا أو الإطاحة بها بل رؤيتها على ما هي عليه، أو الرؤية بطريقة تتخطاها. أما اللعب فيقتضي ألا نأخذ الأمورعلى محمل الجد، أو بعبارة أخرى ألا نخلط بين الأفكار التي نحملها عن العالم وعن أنفسنا، والتي هي أعراف ومؤسسات اجتماعية، وبين الواقع».
وكذلك يقول أيضاً: «وما تظهره سُبُل الانعتاق بكل وضوح هو أن الحياة ليست متجهة إلى أي مكان. فهي هنالك أصلاً. إنها تلعب، وبعبارة أخرى، أولئك الذين لا يلعبون معها قد أخطؤوا الهدف في حقيقة الأمر».
وهكذا أرى أن من إدراك الماغوط لروح اللعب في الحياة تفجّر ينبوع سخريته لتغيير وجه الواقع الجدي القاسي الجاف، من خلال روح اللعب الأكثر صدقاً وعفوية وعدلاً مع الناس.
وفي هذا السياق يعبّر الباحث لؤي آدم عن السخرية عند الماغوط فيقول: «يبدو أنه اختار الأسلوب الساخر كشكل للرسالة التي حملها على عاتقه منذ بداياته لمعرفته ببساطة طينة هذا الشعب، ولعلمه بأن الطرفة والنكتة، على ما تحمل من مآس أحياناً، فإنها أسرع في الوصول إلى القلب، وبالتالي فإن هذا الأسلوب هو الذي اصطفاه الماغوط ليُعرَف به. رافضاً خطاب النخبة المتفحّمة، فبقي ملتصقاً مع المرج الأخضر، مع البيوت العتيقة، مع الناس البسطاء، لا يكتب إلا وسط الناس، وسط الزحام».
«من طرق وأساليب السخرية عند الماغوط نجد «السخرية الذاتية» حيث يسخر من ذاته فها هو ذا يقول في سأخون وطني:
«أهذا وجه أقابل به ربي وعباده في هذه المناسبة؟
أهذا خصر أواجه به شعبي في ليلة فرحه؟
ثم أهذه أقدام أواجه بها تراب وطني وسجاد بلادي؟».
ثم يتابع فيقول: «ولكن كلما جلست إلى المرآة في آخر الليل، ورأيت وجهي الشبيه بوجه فريد الأطرش في آخر أفلامه "نغم في حياتي" يتأكد لي أن هزيمتي أبدية. ولن ينجح معها طب أو علاج أو هراء».
ومن جهة أخرى تعبّر الباحثة رحاب عوض عن منظور آخر للسخرية عند الماغوط فنسمعها تقول: «إن النقد والسخرية مرتبطان أحدهما بالآخر فالساخر لابد وأن يكون ناقداً، أما الناقد فليس من الضروري أن يكون ساخراً. والماغوط هو أحد الذين اجتمع لديهم الأمران. وإذا بدت السخرية في ظاهر الأمر بعيدة عن التشاؤم لكونها تثير الابتسامة، فالحقيقة إن السخرية والتشاؤم توأمان، ذلك أن السخرية لا تنفجر إلا بالألم والمرارة. فها هو ذا في إحدى مقالاته النقدية بعنوان "مستمع لم يخاطبه أحد":
"المندوب: حسناً، حسناً ماذا تريد أن تعرف؟
المدير: إلى أين توصلت في جولتك؟
المندوب: إلى قرى لا يعيش فيها الجان.
المدير: وكيف الوضع الاجتماعي بصورة عامة؟
المندوب: لا طرقات، لا كهرباء، وبيوت خربة لا تسمع فيها إلا أصوات الريح والسعال.
المدير: شيء مؤلم.
المندوب: نساء مرضعات يعملن كالبهائم في الحقول ولا جرعة ماء في نبع أو قطرة حليب في صدر.
المدير: ومقالتي عن شجبي للعملية الغادرة في "عينتيبة".
المندوب: طبعاً شرحتها.
المدير: ودراستي المطولة والشهيرة عن دور الفلاحين الأساسي في نجاح كل ثورة وكل نهضة في المجتمع وأنهم منبع الطيبة والحنان والشاعرية، وأن المستقبل لهم ولإخوانهم العمال في كل مكان.
المندوب: نعم، ولكنني لم أقرأها حتى نهايتها.
المدير: لماذا؟ هل ملّ الفلاحون سماعها؟
المندوب: أبداً لم يغادر أحد منهم الاجتماع حتى الخراف والماعز توقفت عن الرعي وراحت تستمع.
المدير: لماذا إذاً لم تكملها، لماذا قشطتها وترتكتهم يائسين مقهورين لا يعرفون أن المستقبل آت لهم؟
المندوب: سيدي ما إن وصلت إلى هذه الفقرة وقلت لهم إن الإمبريالية تنحسر وإن الثورة العالمية على الأبواب، حتى جاء كبش ونطحني على فمي".
وفي الواقع أن الشعب لا يحلم بالكلام، وإنما بالفعل وبإحداث تطورات جديدة. والكلمة عند الماغوط فعّالة. ها نحن ذا نسمعه يقول: "نحن لا يلزمنا كثير من الفذلكة حتى نميّز الأشياء، فأنا بدلاً من أن أرى السماء رأيت الحذاء، حذاء عبد الحميد السراج رئيس المباحث، نعم رأيت مستقبلي على نعل الشرطي".
وهكذا فالماغوط كان يضحك ويمزح ويُضحك الناس ليواري دمع نفسه الباكية ألماً وحزناً على مصير المظلومين والتعساء في كل مكان، وبالتالي فإن نزعته الإنسانية أصيلة بامتياز، فها نحن ذا نسمع شخصية الكهل في مسرحية "العصفور الأحدب" يقول: "أقسم لكم جميعاً، بالموت والعنب والحقول الصفراء، إنني لا أشتهي في هذه اللحظة بالذات سوى أن أقبّل كل ما في العالم من تعساء ومشوهين ومقهورين ولأمت بعد ذلك فوراً، وقبل أن يجف لعابي عن قروحهم وشواربهم. (يبكي)".».
ما قيل عنه
أستهل هذه الفقرة بالباحث لؤي آدم يتحدث عن خطاب الماغوط الإصلاحي يقول:
«أما خطابه الإصلاحي فهو يضم في طرحه أمرين اثنين هما:
أ – العصامية: وتتجلى بوجوب اعتماد كل فرد على نفسه، وغايتها التحرر من الأعباء والأوهان والأمراض الداخلية في نفس كل فرد، لأجل الغاية الحقيقية، وهي بناء الذات، إذ أن الفرد الذي يعتمد ويتواكل على انتمائه العائلي، أو تحزّبه السياسي، أو علاقاته الاجتماعية، لن يجعله ذلك منتمياً إلى عائلة المعرفة والاستقامة، وبالتالي لن يكون إنساناً حراًً. وهذا قول عجيب ومدهش له، أرى فيه دعوة للعصامية، وبها يكون هناك معنى للحياة. "الحياة مملة كالمطر بلا ماء".
ب – التربية الصحيحة: وهي السبيل الحقيقي، عند محمد الماغوط، لتحرر النفوس، مما يكبلها من أغلال، وهي شرط وجودي للأمر الأول، لأن "ما نتعلمه يجب أن نمارسه". وإذا كنا "لا نتعلم كل شيء نمارسه، فنحن نتعلم فقط الشيء الذي ننجح في أدائه". ولهذا يقول الماغوط: "النشأة تلعب دوراً كبيراً"، وبهذا الشكل يكون الماغوط قد أدى رسالته الإصلاحية، من خلال تجسيدها بشخصه أولاً، ثم من خلال نشرها للجميع ثانياً، وولوجه بهذا الخطاب الواعي، باباً آخر، جسد من خلاله ما يمتلكه من أبعاد إنسانية».
يقول أحد النقاد: «يُعتَبَر الماغوط من أبرز الثوار الذين حرروا الشعر من عبودية الشكل. ودخل ساحة العراك حاملاً في مخيلته ودفاتره الأنيقة بوادر قصيدة النثر كشكل مبتكر وجديد وحركة رافدة كحركة الشعر الحديث. كانت الرياح تهب حارة في ساحة الصراع، والصحف غارقة بدموع الباكين على مصير الشعر حين نشر قلوعه البيضاء الخفاقة فوق أعلى الصواري. وقد لعبت بدائيته دوراً هاماً في خلق هذا النوع من الشعر، إذ أن موهبته التي لعبت دورها بأصالة وحرية كانت في منجاة من حضانة التراث وزجره التربوي. وهكذا نجت عفويته من التحجر والجمود، وكان ذلك فضيلة من الفضائل النادرة في هذا العصر».
وكتب يوسف الخال يقول: «هبط علينا الماغوط كالإله يونان». وجوزيف حرب قال: «محمد الماغوط في بيروت مثل فيروز في بيروت، لا أحد يختلف عليهما». أما سعيد عقل فقال: «الماغوط ليس شاعراً إنه الشعر».
أما الشاعر نزار قباني فقد قال للماغوط في أوائل الخمسينات: «أنت شاعر كبير وستبقى كبيراً ولن تنتهي». وقد بكى يوماً على كتفه وقال: «أنت أصدقنا وأبرأنا».
يقول الماغوط: «الذين لا يتحدثون إلا عن الأدب الجاد والمسرح الجاد والخبز الجاد والويسكي الجاد والأفلام الجادة والمواعيد الجادة هم في الحقيقة أكبر مهرجين في الساحة الأدبية ولا ينقصهم إلا دلال عقاري جاد يقنع زياد مولوي بالتخلي لهم نهائياً عن مسرح الخيام.
والراقصة الجادة هي التي لا تهز خصرها أمام الجمهور إلا وهي متأبطة ملفات روجيه غارودي من جهة ورواية "الياطر" من جهة أخرى.
والغرام الجاد هو أن ينتحي العاشقان ركناً بعيداً عن ضوضاء الناس ومتاعب الحياة، ويتهامسان تحت ضوء القمر عن الرقابة التموينية والثغرات في قانون الإصلاح الزراعي.
والسباحة الجادة هي أن يلبس المثقف مايوهاً رصيناً ويستلقي على ظهره في حوض السباحة ويطالع مجلة الموقف الأدبي أو جريدة اللوموند».
نقيض الجدية هو اللعب، ولاشك أن السخرية صورة من صور اللعب، إنها تحويل الواقع المرّ من خلال اللعب إلى حلاوة، عذوبة، ضحك.
اللعب يعطي معنى آخر للواقع بعيداً عن روح الجدية الصارمة التي هي إحدى أسباب المرض النفسي، فأن تؤخذ الأشياء بروح لعوبة لهو تعبير عن ديانة الطبيعة بما تحويه من تسامح ومودة وفي نفس الوقت لا تخفي نزعة أساسية في صميمها كالعدوانية، لكن السخرية أو اللعب يضفي عليها طابعاً بهيجاً يفضي إلى مزيد من الإثارة والشغف وتتشذب النزعة العدوانية بالحب وتتوجّه على نحو بناء وإيجابي.
ولعل اللعب بمفهومه السيكولوجي دفع حديثاً بعض الباحثين في العلاج النفسي إلى دراسته ومنهم آلان واطس في كتابه «العلاج النفسي بين الشرق والغرب» فهو يدرس مفهوم «المايا» الهندوسي والبوذي بمعنى الوهم وهو العالَم في الهندوسية وهذه الكلمة بالمعنى الأصلي الدقيق لكلمة اللعب باللاتينية. ونسمع آلان واطس يقول: «هدف الانعتاق ليس تدمير المايا أو الإطاحة بها بل رؤيتها على ما هي عليه، أو الرؤية بطريقة تتخطاها. أما اللعب فيقتضي ألا نأخذ الأمورعلى محمل الجد، أو بعبارة أخرى ألا نخلط بين الأفكار التي نحملها عن العالم وعن أنفسنا، والتي هي أعراف ومؤسسات اجتماعية، وبين الواقع».
وكذلك يقول أيضاً: «وما تظهره سُبُل الانعتاق بكل وضوح هو أن الحياة ليست متجهة إلى أي مكان. فهي هنالك أصلاً. إنها تلعب، وبعبارة أخرى، أولئك الذين لا يلعبون معها قد أخطؤوا الهدف في حقيقة الأمر».
وهكذا أرى أن من إدراك الماغوط لروح اللعب في الحياة تفجّر ينبوع سخريته لتغيير وجه الواقع الجدي القاسي الجاف، من خلال روح اللعب الأكثر صدقاً وعفوية وعدلاً مع الناس.
وفي هذا السياق يعبّر الباحث لؤي آدم عن السخرية عند الماغوط فيقول: «يبدو أنه اختار الأسلوب الساخر كشكل للرسالة التي حملها على عاتقه منذ بداياته لمعرفته ببساطة طينة هذا الشعب، ولعلمه بأن الطرفة والنكتة، على ما تحمل من مآس أحياناً، فإنها أسرع في الوصول إلى القلب، وبالتالي فإن هذا الأسلوب هو الذي اصطفاه الماغوط ليُعرَف به. رافضاً خطاب النخبة المتفحّمة، فبقي ملتصقاً مع المرج الأخضر، مع البيوت العتيقة، مع الناس البسطاء، لا يكتب إلا وسط الناس، وسط الزحام».
«من طرق وأساليب السخرية عند الماغوط نجد «السخرية الذاتية» حيث يسخر من ذاته فها هو ذا يقول في سأخون وطني:
«أهذا وجه أقابل به ربي وعباده في هذه المناسبة؟
أهذا خصر أواجه به شعبي في ليلة فرحه؟
ثم أهذه أقدام أواجه بها تراب وطني وسجاد بلادي؟».
ثم يتابع فيقول: «ولكن كلما جلست إلى المرآة في آخر الليل، ورأيت وجهي الشبيه بوجه فريد الأطرش في آخر أفلامه "نغم في حياتي" يتأكد لي أن هزيمتي أبدية. ولن ينجح معها طب أو علاج أو هراء».
ومن جهة أخرى تعبّر الباحثة رحاب عوض عن منظور آخر للسخرية عند الماغوط فنسمعها تقول: «إن النقد والسخرية مرتبطان أحدهما بالآخر فالساخر لابد وأن يكون ناقداً، أما الناقد فليس من الضروري أن يكون ساخراً. والماغوط هو أحد الذين اجتمع لديهم الأمران. وإذا بدت السخرية في ظاهر الأمر بعيدة عن التشاؤم لكونها تثير الابتسامة، فالحقيقة إن السخرية والتشاؤم توأمان، ذلك أن السخرية لا تنفجر إلا بالألم والمرارة. فها هو ذا في إحدى مقالاته النقدية بعنوان "مستمع لم يخاطبه أحد":
"المندوب: حسناً، حسناً ماذا تريد أن تعرف؟
المدير: إلى أين توصلت في جولتك؟
المندوب: إلى قرى لا يعيش فيها الجان.
المدير: وكيف الوضع الاجتماعي بصورة عامة؟
المندوب: لا طرقات، لا كهرباء، وبيوت خربة لا تسمع فيها إلا أصوات الريح والسعال.
المدير: شيء مؤلم.
المندوب: نساء مرضعات يعملن كالبهائم في الحقول ولا جرعة ماء في نبع أو قطرة حليب في صدر.
المدير: ومقالتي عن شجبي للعملية الغادرة في "عينتيبة".
المندوب: طبعاً شرحتها.
المدير: ودراستي المطولة والشهيرة عن دور الفلاحين الأساسي في نجاح كل ثورة وكل نهضة في المجتمع وأنهم منبع الطيبة والحنان والشاعرية، وأن المستقبل لهم ولإخوانهم العمال في كل مكان.
المندوب: نعم، ولكنني لم أقرأها حتى نهايتها.
المدير: لماذا؟ هل ملّ الفلاحون سماعها؟
المندوب: أبداً لم يغادر أحد منهم الاجتماع حتى الخراف والماعز توقفت عن الرعي وراحت تستمع.
المدير: لماذا إذاً لم تكملها، لماذا قشطتها وترتكتهم يائسين مقهورين لا يعرفون أن المستقبل آت لهم؟
المندوب: سيدي ما إن وصلت إلى هذه الفقرة وقلت لهم إن الإمبريالية تنحسر وإن الثورة العالمية على الأبواب، حتى جاء كبش ونطحني على فمي".
وفي الواقع أن الشعب لا يحلم بالكلام، وإنما بالفعل وبإحداث تطورات جديدة. والكلمة عند الماغوط فعّالة. ها نحن ذا نسمعه يقول: "نحن لا يلزمنا كثير من الفذلكة حتى نميّز الأشياء، فأنا بدلاً من أن أرى السماء رأيت الحذاء، حذاء عبد الحميد السراج رئيس المباحث، نعم رأيت مستقبلي على نعل الشرطي".
وهكذا فالماغوط كان يضحك ويمزح ويُضحك الناس ليواري دمع نفسه الباكية ألماً وحزناً على مصير المظلومين والتعساء في كل مكان، وبالتالي فإن نزعته الإنسانية أصيلة بامتياز، فها نحن ذا نسمع شخصية الكهل في مسرحية "العصفور الأحدب" يقول: "أقسم لكم جميعاً، بالموت والعنب والحقول الصفراء، إنني لا أشتهي في هذه اللحظة بالذات سوى أن أقبّل كل ما في العالم من تعساء ومشوهين ومقهورين ولأمت بعد ذلك فوراً، وقبل أن يجف لعابي عن قروحهم وشواربهم. (يبكي)".».
ما قيل عنه
أستهل هذه الفقرة بالباحث لؤي آدم يتحدث عن خطاب الماغوط الإصلاحي يقول:
«أما خطابه الإصلاحي فهو يضم في طرحه أمرين اثنين هما:
أ – العصامية: وتتجلى بوجوب اعتماد كل فرد على نفسه، وغايتها التحرر من الأعباء والأوهان والأمراض الداخلية في نفس كل فرد، لأجل الغاية الحقيقية، وهي بناء الذات، إذ أن الفرد الذي يعتمد ويتواكل على انتمائه العائلي، أو تحزّبه السياسي، أو علاقاته الاجتماعية، لن يجعله ذلك منتمياً إلى عائلة المعرفة والاستقامة، وبالتالي لن يكون إنساناً حراًً. وهذا قول عجيب ومدهش له، أرى فيه دعوة للعصامية، وبها يكون هناك معنى للحياة. "الحياة مملة كالمطر بلا ماء".
ب – التربية الصحيحة: وهي السبيل الحقيقي، عند محمد الماغوط، لتحرر النفوس، مما يكبلها من أغلال، وهي شرط وجودي للأمر الأول، لأن "ما نتعلمه يجب أن نمارسه". وإذا كنا "لا نتعلم كل شيء نمارسه، فنحن نتعلم فقط الشيء الذي ننجح في أدائه". ولهذا يقول الماغوط: "النشأة تلعب دوراً كبيراً"، وبهذا الشكل يكون الماغوط قد أدى رسالته الإصلاحية، من خلال تجسيدها بشخصه أولاً، ثم من خلال نشرها للجميع ثانياً، وولوجه بهذا الخطاب الواعي، باباً آخر، جسد من خلاله ما يمتلكه من أبعاد إنسانية».
يقول أحد النقاد: «يُعتَبَر الماغوط من أبرز الثوار الذين حرروا الشعر من عبودية الشكل. ودخل ساحة العراك حاملاً في مخيلته ودفاتره الأنيقة بوادر قصيدة النثر كشكل مبتكر وجديد وحركة رافدة كحركة الشعر الحديث. كانت الرياح تهب حارة في ساحة الصراع، والصحف غارقة بدموع الباكين على مصير الشعر حين نشر قلوعه البيضاء الخفاقة فوق أعلى الصواري. وقد لعبت بدائيته دوراً هاماً في خلق هذا النوع من الشعر، إذ أن موهبته التي لعبت دورها بأصالة وحرية كانت في منجاة من حضانة التراث وزجره التربوي. وهكذا نجت عفويته من التحجر والجمود، وكان ذلك فضيلة من الفضائل النادرة في هذا العصر».
وكتب يوسف الخال يقول: «هبط علينا الماغوط كالإله يونان». وجوزيف حرب قال: «محمد الماغوط في بيروت مثل فيروز في بيروت، لا أحد يختلف عليهما». أما سعيد عقل فقال: «الماغوط ليس شاعراً إنه الشعر».
أما الشاعر نزار قباني فقد قال للماغوط في أوائل الخمسينات: «أنت شاعر كبير وستبقى كبيراً ولن تنتهي». وقد بكى يوماً على كتفه وقال: «أنت أصدقنا وأبرأنا».
نبيل جاكيش- متابع فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 44
درجات : 5667
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 37
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
معلومات وآراء رئعة عن الماغوط شاعر الليل والقمر والحزن والكآبة والتبغ والشوارع..............
علي صدران- هاوي فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 136
درجات : 5817
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
العمر : 35
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
يسلموووووووووون أبو شام والله شي حلو ولوحة فنية مميزة ...
متألق في انتقائك للمواضيع ...
الله يعطيك العافية ...
دمت بخير ...
مع حبي ووفائي لك وللياسمين...وسيم.
متألق في انتقائك للمواضيع ...
الله يعطيك العافية ...
دمت بخير ...
مع حبي ووفائي لك وللياسمين...وسيم.
وسيم جاكيش- متذوق فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 180
درجات : 5822
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 31/07/2009
العمر : 36
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
شكرا كتير لمجهودك الرائع
احلى شي بالماغوط اضافة الى شعره طبعا
هو حس الدعابة الساخر كما قال نبيل
احلى شي بالماغوط اضافة الى شعره طبعا
هو حس الدعابة الساخر كما قال نبيل
awwad.AD- مدمن فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 587
درجات : 6645
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
العمر : 31
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
شكرا" الك ولموضوعك الـــــــرائع....
وكما قال نـزار قباني: .........شاعر كبير وسيبقى كبير ولن ينتهي ........
مـــــــــــع احـــــــــترامــــــــي .........
وكما قال نـزار قباني: .........شاعر كبير وسيبقى كبير ولن ينتهي ........
مـــــــــــع احـــــــــترامــــــــي .........
رنوشة- إداري فنون
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 716
درجات : 6542
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 15/09/2009
العمر : 36
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
شكرا نبيل على موضوعك الجميل والهام ولكن حتى لانغمط حق الآخرين فالماغوط هو واحد من بين إثنين هما (اسماعيل عامود وسليمان عواد ) فالثلاثة انقلبوا على القصيدة العصماء واستطاع كل واحد منهم أن يشق طريقه الخاص وللدقة إن اسماعيل عامود نشر أولى قصائده عام 1946 وللإنصاف يعني قبل الماغوط بزمن لا بأس به ...
مولود داؤد- متذوق فن
- أشجع :
عدد المساهمات : 172
درجات : 5880
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
شكراً نبيل وكنت موفق في الانتقاء
Robin Hood- متابع فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 29
درجات : 5443
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
العمر : 45
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
يعطيك العافية نبيل .. بس أنت ما حكيت شي عن موضوع السخرية عند الماغوط من وجهة نظرك ع.. عطيتنا مقالة للماغوط فحبيت اقرا شي من نفسك .. وأتمنى أنو هالقيم الحلوه اللي عنا(عندكون) نحملا ع المسرح كمسرحيين وبكل نزاهه وبعد تعمق ولازم تنجزو ناطرين منكون ... مسرح لأنو صراحة حطيتونا ع المدبح
العصفور الأحدب- متابع فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 4
درجات : 5261
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 04/07/2010
العمر : 41
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
رد: معنى السخرية عند الماغوط
تحياتي شباب ... الموضوع مهم .. حتى اجانا مبارح رسائل طلبو المرجع .. نبيل فيك تبعتلي شي برسالة خاصة أو هون اذا ممكن
علي الخطيب- إداري فنون
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 914
درجات : 7033
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 35
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(10/10)
مواضيع مماثلة
» لكل حرف معنى .. فاعرف معنى حرفك وحاول ان تكون مثلة
» مختارات من شعر الماغوط
» عن محمد الماغوط...............
» مختارات من شعر الماغوط
» عن محمد الماغوط...............
فنون سلمية :: فنون :: على الخشبة "مسرح"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011