سائق صهريج بنزين ينقذ الحيّ من كارثة

سائق صهريج بنزين ينقذ الحيّ من كارثة

مكالمة هاتفية قد تكون السبب!

محمد القصير الأربعاء 01 كانون الأول 2010

عند حلول الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء 30/11/2010 غطت سحابة دخان كبيرة سماء مدينة "سلمية" فهرع الناس باتجاه المصدر، الحدث أن النيران علقت بصهريج البنزين الذي يزود محطة وقود "القطريب" بهذه المادة.

موقع eSyria تواجد في المكان واطلع على ملابسات الحادثة، فالإطفائي "بليغ الشيحاوي" قال: «جاءنا اتصال إلى مركز الإطفاء يبلغ عن صهريج بنزين تعرض للاشتعال، وهرعنا من فورنا إلى مكان الحادث، واستطعنا إخماد النيران الصاعدة من الخزان الرئيسي للمحطة، معداتنا متواضعة في مركز الإطفاء وهذه دعوة لتدعيم هذا المركز الذي يتحمل عبئاً كبيراً إذ عليه تغطية مساحة كبيرة من المحافظة».

في العودة إلى معرفة ما حدث توجهنا بالسؤال إلى السيد "غياث القطريب" شقيق صاحب المحطة الذي شكر بدوره سرعة تجاوب مركز الإطفاء بالتواجد والإحاطة بالموقف قبل تفاقمه، أما ما حدث فيقول: «في الوقت الذي كان سائق الصهريج يفرغ حمولته من البنزين في أحد خزانات المحطة لم ندر إلا والنيران هبّت من فوهة الخزان لتعلق بالصهريج، والحمد لله الذي ألهم السائق بأن تحرك مسرعاً إلى كبينة القيادة ليخرج الصهريج من المحطة والنيران تأكل مؤخرة السيارة، والنيران كذلك ما زالت متقدة في الخزان».

"كريم محفوض" عامل في المحطة تعرض لحروق في أسفل ساقيه وقدمه اليسرى شاهد ما حدث فقال: «كنت في غرفة المكتب جالساً وراء الطاولة لم أشعر إلا والنيران تدخل

سيارة محترقة نتيجة الحادث

زاحفة وبسرعة من جهة الباب وعلقت في قدمي لم اشعر بالألم بادئ الأمر وهرعت للمساعدة».

وقد نقل "كريم" إلى المستشفى للمعالجة فور انتهاء حوارنا معه.

في محيط المحطة بيوت سكنية، وبعض السكان مالك لسيارة، وعند وقوع هذه الحادثة تعرضت سيارتان للاحتراق، سألنا السيد "رزق حاتم رستم" مالك إحدى السيارتين فقال: «هذا بيتي (يشير بيده) كنت بالداخل عندما سمعنا الصراخ وصوت شاحنة كبيرة تنطلق مسرعة، خرجت إلى "البلكونة" لأشاهد الصهريج وهو يخرج من "الكازية" والخرطوم المتدلي منه مشتعل وكذلك مؤخرة السيارة، ولكن ما أدهشني عندما رأيت سيارتي تشتعل».

في تفسير هذا الأمر قال أحد شهود العيان "سامي ياغي": «كنت في المحطة اشتري "المازوت" وكان الصهريج في العمق فجأة رأيت الصهريج يتحرك بسرعة والصراخ تعالى، ما حدث أن الخرطوم المتدلي في الخزان خرج والنار تحرقه وما زال البنزين يخرج منه فتطاير بسبب حركة الصهريج السريعة ليرش من البنزين المشتعل على السيارتين الموجودتين بالقرب من الخزان وهذا ما أدى لاشتعالهما».

بالعودة إلى ملابسات الحادثة سألنا الإطفائي "بليغ" عن قراءته الأولية لما حدث فقال: «هناك احتمالات ثلاث لما جرى أولها

و"كريم محفوض" يتعرض لحروق

أن يكون السائق يدخن سيجارة وهذا ما أستبعده لأن سائقي الصهاريج يعرفون خطورة هذا الفعل، الأمر الثاني احتمال ورود مكالمة للسائق على جهازه الخليوي وهذا من شأنه أن يعرض المكان المحيط للاشتعال، وأعتقد أن هذا الاحتمال الذي حدث، الاحتمال الثالث خارج عن السائق بسبب ازدحام هذه المحطة بالزبائن».

وأضاف: «لكن والحق يقال إن السائق أبدى حنكة لم يتوقعها أحد إذ غامر بحياته وهو يخرج الصهريج من المحطة ومن التجمع السكني بعيداً، تصرفه هذا أنقذ المنطقة من كارثة حقيقية، يجب أن يكافأ على تصرفه هذا».

"رياض دلا" أحد المواطنين الساكنين في جوار المحطة، قال: «بيتي يقع خلف المحطة مباشرة، وفور وقوع الحادث كنت متواجداً ورأيت الصهريج يخرج من المحطة والنيران عالقة به من الخلف عندها كان صهريج المياه التابع للإطفاء قد وصل فقمنا بمساعدة جنود الإطفاء ولحقنا بالصهريج الذي سار خارج المدينة لنقوم بإخماد النيران بالماء والتراب».

يبقى القول إن إجراءات الأمن والسلامة يجب أن تكون متوافرة في مثل هذه الأماكن لأنها في الوقت الذي تقدم فيه خدمات كبيرة للمواطنين تتحول إلى رعب يقض مضجع الجوار، ولكن ما

جنود وحدة إطفاء سلمية

شهدناه من سرعة في التحرك من قبل وحدة إطفاء سلمية يطمئن، كذلك شروط الحيطة كانت متوافرة في هذه المحطة وكانت أسطوانات الإطفاء المتواجدة فيها لها الدور الكبير في تفادي هذه الكارثة التي اقتصرت على حرق سيارتين من النوع السياحي، وتعرض أحد العاملين في المحطة لحروق في ساقيه، وأضرار طالت غرفة العمال في المحطة.

يذكر أن السيد العميد "علي حواط" مدير المنطقة كان على رأس عملية الإطفاء وكذلك عناصر الشرطة.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30

سائق صهريج بنزين ينقذ الحيّ من كارثة

سائق صهريج بنزين ينقذ الحيّ من كارثة

سائق صهريج بنزين ينقذ الحيّ من كارثة :: تعاليق