دخول
مواضيع مماثلة
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 33 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 423 بتاريخ الجمعة أكتوبر 25, 2024 2:31 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
لعبة جنون ارتفاع أسعار الخضار،وجشع التجّار ...!!
صفحة 1 من اصل 1
لعبة جنون ارتفاع أسعار الخضار،وجشع التجّار ...!!
[center]
بالأمس، راعني سماع النّبأ الذي تناقلته وسائل الإعلام، ومفاده:أنّ مواطناً مصرياً ألقى بزوجته من شرفة منزلهما الواقع في الدّور الثاني،لأنّها طالبته بزيادة مخصّصات مصروف البيت،بسبب زيادة أسعار الخضار، وخاصة(البندورة)أو...( الطماطم) باللهجة المصرية،وإنّ إحدى محطات الرّائي(التلفزة) المصرية،نقلت وقوف النّاس في مصر الشقيقة بـ (الطابور)أي بالدّور، للحصول على هذه السّلعة التي فقدت من الأسواق مؤخراً بقددرة قادر..!!مما أدى إلى تلاعب التّجار الشطّار، بأسعارها كما يشاؤون..(ولله في خلقه شئون..!!).
إلى هنا والمواطن الفقير.. يشكوسوء حاله،ويستغيث ويستجير بذوي الشأن والضمير..ولكن مع الأسف الشديد، لامجير..!!ولا تلقى شكواه إلا (التطنيش) من قبل المسؤلين،ومزيداً من جنون رفع الأسعار ، من قبل إخواننا التجار،وفي كلّ ذلك مزيد من الشقاء، والتعتير، للمسكين الفقير..!!
وكما تعلمون: الشكوى لغير الله مذلّة...
أيّها الأصدقاء.. في هذه المناسبة الكئيبة، تذكرت مثلاً شعبيّاً يقولبين حانا ومانا، ضيّعنا لحانا..)ولاتسألوني عن شرحه، وتفسيره، فربّما أجهل من هي حانا، ومن هي مانا ؟؟ولكن، اسألوني عن مغزاه، وتطبيقه في هذه الأيام..؟؟أي(ما بين تجار الجملة، والمفرّق تبخّرت رواتبنا..)ورواتبنا هي رصيدنا، وثروتنا، التي تضمن استمرار حياتنا، وحياة أسرنا، أوموتنا، وموتهم معنا، ونحن أحياء..!!رعى الله أيام زمان،عندما كان فقراء النّاس، وذوو الدّخل المحدود(أي طبقة الموظفين) يتغنّون بقيمة رواتبهم الشرائيّة ،قياساً إلى الذهب، والعملات الصّعبة، وهاهم اليوم، يتباكون على تلك الأيام الغابرة، التي كانوا فيها يشترون لأسرهم مايشتهون..!! ومن رواتبهم يدّخرون..لوقت الحاجة و(الملمّات الصعبة)،رعى الله أيام زمان،ورعى نعيمها، وفرحها، عندما كان الموظفون يتغنّون بأيام الأنس، والسعادة، والفرح، كما يقول الشاعر ابن النقيب، لسبب بسيط، أنّهم كانوا في (بحبوحة)من العيش الرّغيد:
سقت مُسْتَهَلاّتُ الحيا المتضاعِفِ== غضارةَ عيشٍ للأحبةِ سالفِ
وحيّت زمانَ القصف أيام لم تزل == من الدهر في ظلّ من الأنس وارف
واليوم، لايمكن لذوي الدّخل المحدود، أن يظلّوا يتباكون على الماضي،لأنّ الحاضر يكويهم بلهيب نيران منغصّاته، ومشكلاته،وفي مقدّمتها غلاء الأسعار،واضمحلال القيمة الشرائية لرواتبهم،وزيادة متطلبات الحياة العصرية الجديدة..!!والأولاد لايرحمون..وليس لأحوال أسرهم يقدّرون..فالصبايا قبل الشباب..للهاتف المحمول يحملون..وعلى الدرّاجات النّارية يركبون..وللرياضة بكافة صنوفها يمارسون..ومن رياضاتهم المفضّلة، شفط مافي جيوب أهاليهم من أموال، حتى(ينفضّون )..!!كان الله في عون الجميع..وللجميع نسأل الباري تعالى، أن يعينهم على ماهم عليه قادمون..؟؟!!
وقد يقول قائل:لماذا نوجّه اللوم، والتأنيب إلى التجار ،مادام لايوجد محاسب أو رقيب..؟؟فمن مصلحة التاجر، أن يزيد من ربحه الوفير،ولو على حساب الموظف، والفقير،وخاصة أنّ ما يسمى بـ (اقتصاد السوق)يسمح له بذلك،دون أن يٌسألَ عن رأسمال السلعة..ومقدار ربحه فيها..فالأسعار في هذا النّظام الاقتصادي مرتبط ارتفاعها، وانخفاضها، بما يسمى بفلسفة (العرض، والطلب)..!!فكلما ندر وجود السلعة في السوق..وازداد الطلب عليها..كلّما التهبت أسعارها وشبّت..!!ومن هنا تبدأ لعبة تجار الحروب، والمحتكرين في رفع الأسعار،والذين يعمدون إلى احتكار المؤن الرّئيسة، التي يحتاجها فقراء النّاس،حتى يمتصوا دماءهم، دون وازع من ضمير،أو رادع من خلق..!!وهنا يبدأ دور الدّولة بضبط هؤلاء،ومحاسبتهم،وبطرح كميّات كبيرة من السّلع التي يحتكرونها في السّوق..حتى تكون السّلعة في متناول كلّ فقير، أو محتاج..فدعونا نتوجّه إلى أولي الأمر منّا،كي يعينونا على تجار اليوم الجشعين، والمحتكرين الشطّار..الذين نشكوهم إلى الله عزّ وجل الواحد القهّار، ونشكو من يقف وراءهم ويساندهم.. من المستهترين، المتاجرين بقوت الشعب، وحاجاته الأساسية.
ومناسبة هذا الكلام كلّه اليوم،هو مانجده من فرق واضح بين أسعار الجملة والمفرق للسّلع المختلفة وخاصة الخضار، في أسواقنا الغريبة العجيبة..فعلى سبيل المثال لاالحصر(الكيلوغرام من السبانخ، أو السلق، وطبعاً كما تعلمون السبانخ، والسلق من الخضار الشتوية المتوفرة في بلادنا، و في مثل هذه الأيام يحين موعد قطافها،فإذا قارنت مابين أسعار تاجر الجملة، والمفرق في هاتين السّلعتين..لوجدت أنّ الثاني منهما، يربح ضعف ثمن شراء السلعة، بل أكثر بكثير،و في بعضها الآخر كما في (الفليفلة)مثلاً، التي يشتريها تاجر المفرّق اليوم، من تاجر الجملة ب(سبع)ليرات، ويبيعها تاجر المفرق ب(عشرين)ليرة سورية، أو أكثر للمستهلك أمثالنا من ذوي الدّخل المحدود..متجاوزاً في ربحه الضعفين. وإذا ما أردنا أن نستعرض قائمة أسعار الخضار،لوجدنا كم هو جشعكم كبير أيها الأعزاء التجار..!! تبدأ القائمة بباقة النعناع والبقدونس ،وتمرّ بالفاصولياء واللوبياء،والملفوف والزهرة(القنبيط)،ولاتنتهي عند البندورة، والكوسا، والخيار،بل تمتدّ إلى كلّ سلعة أو فاكهة في سوق الخضار...!!إنّ نسبة ربحهم في بعض السّلع تجاوزت الثلاثمائة في المائة..!!وكلّ ذلك يحدث في غياب كامل للجهات المراقبة لأسعار المواد الاستهلاكيّة،فهل هذا معقول يامراقبي الأسعار المحترمين..؟؟وأين هي مقولة(حماية المستهلك من طمع هؤلاء التجار الشطّار.. ؟؟أجيبونا، أغيثونا،و في هذا المجال نطلب منكم أن تتدّخلوا فوراً، لتضغطوا بقوة، على فرامل جنون الأسعار، رأفة بعامّة المواطنين، الصغار منهم،قبل الكبار.وتخفيض نسبة ربح هؤلاء، بل جشع وطمع هؤلاء، الذين يمتصون دماء الفقراء،ولماذا لاتتدخل لاتحدّد الجهات المسؤولة ؟؟وتحمي المستهلك، بتحديد نسبة ربح معقولةلهم، مادامت الشريحة الكبرى من فقراء المواطنين، هي المستهدفة والمقصودة من لعبة هؤلاء التجار،الذي لايقف جشعهم وطمعهم عند حدود..!!
أيّها الأ صدقاء..قديما،ً عندما كنت فتى يافعاً،كانت المرحومة والدتي، تصنع لنا (الهريسة)،فتعمد إلى وضع مكوّنات هذه الأكلة الشعبيّة اللذيذة،من قمح مدقوق(مهروس)بالجرن الحجري الأزرق، والذي أصبح اليوم من تراث الماضي وأوابده.. ومن هنا، ربما جاءت تسمية هذه الأكلة ب(الهريسة)، ولصنعها كما ذكرت يوضع الدّقيق المهروس، مع لحم الدّجاج البلدي في(دست)أي:قدر أوعاء نحاسي كبير،على نار هادئة،ثم تبدأ ربّة البيت بخفقه ب(مرغفة)خشبية كبيرة،حتى يذوب اللحم ،ولايبقى منه إلا العظم، ،ويمتزج الدّقيق باللحم النّاضج، حتى تتشلّل الهريسة المطبوخة، وإذاغرفت منها قليلا في صحنك،خرجت كشلّة غزل الخيطان، التي لاتستطيع أن تفصل خيوطها عن بعضها البعض.أكلة دسمة ولذيذة ،وهي من الأكلات التي نفتقدها في هذه الأيام، بكلّ مكوّنات موادها البلدية الطيّبة، ومنها طبعاً السمنة البلديةالمعروفة ب(السمن العربي)..والتي كانت متوفرة في كلّ بيت ريفي آنذاك.
أيّها الأصدقاء:لقد تذكرت هذه الأكلة ،لا ..لكي أشهيكم، وأشهي نفسي إليها،وإنما لأشير إلى الأسلوب، والطريقة التي كانت متّبعة في طهيها،وهي غليها على نار هادئة حتى تنضج، وتتشلّل..وإذا ما ألهبت مصدر النار تحتها، شاطت، واحترقت،ولم تعد صالحة للأكل.وأريد أن أخلص من كلّ ذلك إلى القول:رحماكم ياتجارنا الشطّار.. رحماكم من ارتفاع الأسعار..ومن الجشع والاحتكار..!!والله لقد نضجنا على النّار الهادئة، التي أشعلتموها تحت قدورنا..واكتوينا بنيران الأسعار الملتهبة في جيوبنا، وشاط مافيها، واحترق.!!.وأصابنا من الفقر والعسر الكثير ..الكثير..!! حتى أصبحنا لانتحمّل مزيداً من الأسى، والتعتير،وأصبح لسان حالنا يجهر بحكمةالإمام على كرّم الله وجهه( لوكان الفقر رجلاً لقتلته.)ولكن مايجعلنا نحن فقراء هذا العصر نكابد، ونصبر،هو ما سمعناه من حكمة الفيلسوف اليوناني سقراط الذي كان فقيراً: فقال له بعض الملوك: ما أفقرك ..!! فقال سقراط: أيها الملك لو عرفت راحة الفقر، لشغلك التوجّع لنفسك، عن التوجّع لي.ولكن مع الأسف الشديد،ليس في الفقر راحة هذه الأيام..!! فعصر سقراط ومتطلبّلات الحياة فيه، هو غير عصرنا، ومتطلبّاته..وإلا كنّا وضعنا الملح على الجرح،وكممنا الأفواه،ورضينا بقسمتنا.
فكفى جشعاً.. ياتجارنا الكرام...!! وترفقوا بإخوتكم في الإنسانية،وقيلاَ من الطمع، ياأهل الغنى، والثروة، والمال..!! سامحنا، وسامحكم الله.!!الذي نحمده، ونشكره على هذه الحال،وعلى كلّ حال..!!
كما أرجو أن يكون هذا المقال قد بلّغ رسالته....!!
الكاتب :حيدر حيدر
سلمية في /15/10/2010
لعبة جنون ارتفاع أسعار الخضار،وجشع التجّار الشطّار..!!
********************************[/center]بالأمس، راعني سماع النّبأ الذي تناقلته وسائل الإعلام، ومفاده:أنّ مواطناً مصرياً ألقى بزوجته من شرفة منزلهما الواقع في الدّور الثاني،لأنّها طالبته بزيادة مخصّصات مصروف البيت،بسبب زيادة أسعار الخضار، وخاصة(البندورة)أو...( الطماطم) باللهجة المصرية،وإنّ إحدى محطات الرّائي(التلفزة) المصرية،نقلت وقوف النّاس في مصر الشقيقة بـ (الطابور)أي بالدّور، للحصول على هذه السّلعة التي فقدت من الأسواق مؤخراً بقددرة قادر..!!مما أدى إلى تلاعب التّجار الشطّار، بأسعارها كما يشاؤون..(ولله في خلقه شئون..!!).
إلى هنا والمواطن الفقير.. يشكوسوء حاله،ويستغيث ويستجير بذوي الشأن والضمير..ولكن مع الأسف الشديد، لامجير..!!ولا تلقى شكواه إلا (التطنيش) من قبل المسؤلين،ومزيداً من جنون رفع الأسعار ، من قبل إخواننا التجار،وفي كلّ ذلك مزيد من الشقاء، والتعتير، للمسكين الفقير..!!
وكما تعلمون: الشكوى لغير الله مذلّة...
أيّها الأصدقاء.. في هذه المناسبة الكئيبة، تذكرت مثلاً شعبيّاً يقولبين حانا ومانا، ضيّعنا لحانا..)ولاتسألوني عن شرحه، وتفسيره، فربّما أجهل من هي حانا، ومن هي مانا ؟؟ولكن، اسألوني عن مغزاه، وتطبيقه في هذه الأيام..؟؟أي(ما بين تجار الجملة، والمفرّق تبخّرت رواتبنا..)ورواتبنا هي رصيدنا، وثروتنا، التي تضمن استمرار حياتنا، وحياة أسرنا، أوموتنا، وموتهم معنا، ونحن أحياء..!!رعى الله أيام زمان،عندما كان فقراء النّاس، وذوو الدّخل المحدود(أي طبقة الموظفين) يتغنّون بقيمة رواتبهم الشرائيّة ،قياساً إلى الذهب، والعملات الصّعبة، وهاهم اليوم، يتباكون على تلك الأيام الغابرة، التي كانوا فيها يشترون لأسرهم مايشتهون..!! ومن رواتبهم يدّخرون..لوقت الحاجة و(الملمّات الصعبة)،رعى الله أيام زمان،ورعى نعيمها، وفرحها، عندما كان الموظفون يتغنّون بأيام الأنس، والسعادة، والفرح، كما يقول الشاعر ابن النقيب، لسبب بسيط، أنّهم كانوا في (بحبوحة)من العيش الرّغيد:
سقت مُسْتَهَلاّتُ الحيا المتضاعِفِ== غضارةَ عيشٍ للأحبةِ سالفِ
وحيّت زمانَ القصف أيام لم تزل == من الدهر في ظلّ من الأنس وارف
واليوم، لايمكن لذوي الدّخل المحدود، أن يظلّوا يتباكون على الماضي،لأنّ الحاضر يكويهم بلهيب نيران منغصّاته، ومشكلاته،وفي مقدّمتها غلاء الأسعار،واضمحلال القيمة الشرائية لرواتبهم،وزيادة متطلبات الحياة العصرية الجديدة..!!والأولاد لايرحمون..وليس لأحوال أسرهم يقدّرون..فالصبايا قبل الشباب..للهاتف المحمول يحملون..وعلى الدرّاجات النّارية يركبون..وللرياضة بكافة صنوفها يمارسون..ومن رياضاتهم المفضّلة، شفط مافي جيوب أهاليهم من أموال، حتى(ينفضّون )..!!كان الله في عون الجميع..وللجميع نسأل الباري تعالى، أن يعينهم على ماهم عليه قادمون..؟؟!!
وقد يقول قائل:لماذا نوجّه اللوم، والتأنيب إلى التجار ،مادام لايوجد محاسب أو رقيب..؟؟فمن مصلحة التاجر، أن يزيد من ربحه الوفير،ولو على حساب الموظف، والفقير،وخاصة أنّ ما يسمى بـ (اقتصاد السوق)يسمح له بذلك،دون أن يٌسألَ عن رأسمال السلعة..ومقدار ربحه فيها..فالأسعار في هذا النّظام الاقتصادي مرتبط ارتفاعها، وانخفاضها، بما يسمى بفلسفة (العرض، والطلب)..!!فكلما ندر وجود السلعة في السوق..وازداد الطلب عليها..كلّما التهبت أسعارها وشبّت..!!ومن هنا تبدأ لعبة تجار الحروب، والمحتكرين في رفع الأسعار،والذين يعمدون إلى احتكار المؤن الرّئيسة، التي يحتاجها فقراء النّاس،حتى يمتصوا دماءهم، دون وازع من ضمير،أو رادع من خلق..!!وهنا يبدأ دور الدّولة بضبط هؤلاء،ومحاسبتهم،وبطرح كميّات كبيرة من السّلع التي يحتكرونها في السّوق..حتى تكون السّلعة في متناول كلّ فقير، أو محتاج..فدعونا نتوجّه إلى أولي الأمر منّا،كي يعينونا على تجار اليوم الجشعين، والمحتكرين الشطّار..الذين نشكوهم إلى الله عزّ وجل الواحد القهّار، ونشكو من يقف وراءهم ويساندهم.. من المستهترين، المتاجرين بقوت الشعب، وحاجاته الأساسية.
ومناسبة هذا الكلام كلّه اليوم،هو مانجده من فرق واضح بين أسعار الجملة والمفرق للسّلع المختلفة وخاصة الخضار، في أسواقنا الغريبة العجيبة..فعلى سبيل المثال لاالحصر(الكيلوغرام من السبانخ، أو السلق، وطبعاً كما تعلمون السبانخ، والسلق من الخضار الشتوية المتوفرة في بلادنا، و في مثل هذه الأيام يحين موعد قطافها،فإذا قارنت مابين أسعار تاجر الجملة، والمفرق في هاتين السّلعتين..لوجدت أنّ الثاني منهما، يربح ضعف ثمن شراء السلعة، بل أكثر بكثير،و في بعضها الآخر كما في (الفليفلة)مثلاً، التي يشتريها تاجر المفرّق اليوم، من تاجر الجملة ب(سبع)ليرات، ويبيعها تاجر المفرق ب(عشرين)ليرة سورية، أو أكثر للمستهلك أمثالنا من ذوي الدّخل المحدود..متجاوزاً في ربحه الضعفين. وإذا ما أردنا أن نستعرض قائمة أسعار الخضار،لوجدنا كم هو جشعكم كبير أيها الأعزاء التجار..!! تبدأ القائمة بباقة النعناع والبقدونس ،وتمرّ بالفاصولياء واللوبياء،والملفوف والزهرة(القنبيط)،ولاتنتهي عند البندورة، والكوسا، والخيار،بل تمتدّ إلى كلّ سلعة أو فاكهة في سوق الخضار...!!إنّ نسبة ربحهم في بعض السّلع تجاوزت الثلاثمائة في المائة..!!وكلّ ذلك يحدث في غياب كامل للجهات المراقبة لأسعار المواد الاستهلاكيّة،فهل هذا معقول يامراقبي الأسعار المحترمين..؟؟وأين هي مقولة(حماية المستهلك من طمع هؤلاء التجار الشطّار.. ؟؟أجيبونا، أغيثونا،و في هذا المجال نطلب منكم أن تتدّخلوا فوراً، لتضغطوا بقوة، على فرامل جنون الأسعار، رأفة بعامّة المواطنين، الصغار منهم،قبل الكبار.وتخفيض نسبة ربح هؤلاء، بل جشع وطمع هؤلاء، الذين يمتصون دماء الفقراء،ولماذا لاتتدخل لاتحدّد الجهات المسؤولة ؟؟وتحمي المستهلك، بتحديد نسبة ربح معقولةلهم، مادامت الشريحة الكبرى من فقراء المواطنين، هي المستهدفة والمقصودة من لعبة هؤلاء التجار،الذي لايقف جشعهم وطمعهم عند حدود..!!
أيّها الأ صدقاء..قديما،ً عندما كنت فتى يافعاً،كانت المرحومة والدتي، تصنع لنا (الهريسة)،فتعمد إلى وضع مكوّنات هذه الأكلة الشعبيّة اللذيذة،من قمح مدقوق(مهروس)بالجرن الحجري الأزرق، والذي أصبح اليوم من تراث الماضي وأوابده.. ومن هنا، ربما جاءت تسمية هذه الأكلة ب(الهريسة)، ولصنعها كما ذكرت يوضع الدّقيق المهروس، مع لحم الدّجاج البلدي في(دست)أي:قدر أوعاء نحاسي كبير،على نار هادئة،ثم تبدأ ربّة البيت بخفقه ب(مرغفة)خشبية كبيرة،حتى يذوب اللحم ،ولايبقى منه إلا العظم، ،ويمتزج الدّقيق باللحم النّاضج، حتى تتشلّل الهريسة المطبوخة، وإذاغرفت منها قليلا في صحنك،خرجت كشلّة غزل الخيطان، التي لاتستطيع أن تفصل خيوطها عن بعضها البعض.أكلة دسمة ولذيذة ،وهي من الأكلات التي نفتقدها في هذه الأيام، بكلّ مكوّنات موادها البلدية الطيّبة، ومنها طبعاً السمنة البلديةالمعروفة ب(السمن العربي)..والتي كانت متوفرة في كلّ بيت ريفي آنذاك.
أيّها الأصدقاء:لقد تذكرت هذه الأكلة ،لا ..لكي أشهيكم، وأشهي نفسي إليها،وإنما لأشير إلى الأسلوب، والطريقة التي كانت متّبعة في طهيها،وهي غليها على نار هادئة حتى تنضج، وتتشلّل..وإذا ما ألهبت مصدر النار تحتها، شاطت، واحترقت،ولم تعد صالحة للأكل.وأريد أن أخلص من كلّ ذلك إلى القول:رحماكم ياتجارنا الشطّار.. رحماكم من ارتفاع الأسعار..ومن الجشع والاحتكار..!!والله لقد نضجنا على النّار الهادئة، التي أشعلتموها تحت قدورنا..واكتوينا بنيران الأسعار الملتهبة في جيوبنا، وشاط مافيها، واحترق.!!.وأصابنا من الفقر والعسر الكثير ..الكثير..!! حتى أصبحنا لانتحمّل مزيداً من الأسى، والتعتير،وأصبح لسان حالنا يجهر بحكمةالإمام على كرّم الله وجهه( لوكان الفقر رجلاً لقتلته.)ولكن مايجعلنا نحن فقراء هذا العصر نكابد، ونصبر،هو ما سمعناه من حكمة الفيلسوف اليوناني سقراط الذي كان فقيراً: فقال له بعض الملوك: ما أفقرك ..!! فقال سقراط: أيها الملك لو عرفت راحة الفقر، لشغلك التوجّع لنفسك، عن التوجّع لي.ولكن مع الأسف الشديد،ليس في الفقر راحة هذه الأيام..!! فعصر سقراط ومتطلبّلات الحياة فيه، هو غير عصرنا، ومتطلبّاته..وإلا كنّا وضعنا الملح على الجرح،وكممنا الأفواه،ورضينا بقسمتنا.
فكفى جشعاً.. ياتجارنا الكرام...!! وترفقوا بإخوتكم في الإنسانية،وقيلاَ من الطمع، ياأهل الغنى، والثروة، والمال..!! سامحنا، وسامحكم الله.!!الذي نحمده، ونشكره على هذه الحال،وعلى كلّ حال..!!
كما أرجو أن يكون هذا المقال قد بلّغ رسالته....!!
الكاتب :حيدر حيدر
سلمية في /15/10/2010
حيدر حيدر- هاوي فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 87
درجات : 5638
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 16/03/2010
العمر : 82
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011