دخول
مواضيع مماثلة
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 423 بتاريخ الجمعة أكتوبر 25, 2024 2:31 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
من وحي المسير الرّياضي إلى(وادي قنديل)باللاذقيّة.ج2
فنون سلمية :: أخبار الفن :: أخبار سلمية
صفحة 1 من اصل 1
16072010
من وحي المسير الرّياضي إلى(وادي قنديل)باللاذقيّة.ج2
محاور الموضوع:
ثانياً:أمسية ساحرة على شاطىء وادي قنديل.
ثالثاً:المسير في غابة أمّ الطيور،وصولاً إلى قمّة (الشيخ متلج).
رابعاً: موعد مع السّباحة،ثم الغداء،فالعودة.
خامساً: هموم بحر وادي قنديل، ومعاناة أصحاب الشاليهات فيه..!!
************************************
ثانياً:أمسية ساحرة على شاطىء وادي قنديل.
ولدى وصولنا إلى مدينة اللاذقيّة (عروس البحر)كان في انتظارنا مجموعة من الأصدقاء، الذين رافقوننا في مسير الجبل والبحر،وتمتعنا بهم، ومعهم بأجمل أمسية على شاطىء وادي قنديل ،وتحديداً في شاليهات(طائر الفينيق) حيث حجز أصدقاء المسير لقضاء هذه الليلة السّاحرة،وما أن وصلنا شط الأمان،حتى بدأ شباب المسير بنصب خيمهم الفرديّة والجماعيّة،على الشاطىء،وفوق الرّمال الذهبيّة..
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
مشهد للخيام التي نصبها الأصدقاء على شاطىء البحر،وقضوا ليلتهم فيها.
*************************************************
ومن لم يحضر معه خيمة،جعل من الرّمل النّاعم بساطاً له،والتحف نجوم السّماء،وعلى بعد أمتار من المكان الذي مددت فيه فراش الإسفنجي،كانت أمواج البحر تعزف ألحانها وموسيقاها ذات الأنغام الشجيّة وهي تتدافع إلى الشاطىء وتنحسر، ما بين مدّ وجزر،بينما كانت أنوار الشاليهات القريبة تعكس أشعتها على الرّمال المحيطة بنامن كلّ جانب، فتعطيها بريقاً أخاذاً،أما أنوار الشاليهات البعيدة، فكانت تشع من بعيد، وقد بدت إلينا وكأنّها مجموعة من الشهب النّارية المتأججة..تتناثر شظاياها في كلّ اتجاه..وعلى طول شاطىء وادي قنديل.
ولقد عبّر الشاعر الرّومانسي(علي محمود طه) عن سحر أمسية قضاها مع صحبته،تجعلني كلما قرأت أبياتها،أتذكرجمال، وأنس أمسيتنا التي قضيناهامع أصدقاء المسير.والتي غمرتنا بالسّرور والحبور..
موجةَ السحرِ من خفيِّ البحورِ == أغمري القلبَ بالخيالِ الغميرِ
أقبلي الآن من شواطىء أحلا == مي ورُدِّي عليّ نفحَ العبيرِ
أيقظي فيه من فتونٍ وسحرٍ == ذكرياتٍ من الشبابِ الغريرِ
إنها ذكرياتُ أمسيةٍ مر == رَتْ وأيام غبطةٍ وسرورِ
vثالثاً:المسير في غابة أمّ الطيور،وصولاً إلى قمّة (الشيخ متلج).
أيّها الأصدقاء..بدأ تنظيم المسير فور استقرار وصولنا إلى شاليهات طائر الفينيق،فقسّمنا مشرفو المسير، إلى مجموعات مسيرية رياضية عشوائيّة،ترّأس كلّ مجموعة صديق من أصدقاء المسير،وكان نصيبي وعشرة آخرون، أن نكون في المجموعة الخامسة،وكان على قائد كلّ مجموعة،أن يجري عمليّة التعارف بين أعضاء مجموعته،وأن يستلم لهم الطعام من مطبخ المسير المحمول والمتنقل،وأن يقودهم مجتمعين على دروب المسير،مقتدياً بالمجموعة الأولى التي يكون الدّليل السياحي من بين أعضائها،و قد أعقب هذا التقسيم عمليّة تعارف بسيطة بين أفراد المجموعة،تناول بعدها أصدقاء المسير طعام العشاء كلّ في مجموعته، وهو عبارة عن صحن من الشوربا السّاخنة،كانت بعض المتطوعات من صبايا المسير(المشكورات جزيل الشكر)قد باشرن فور وصولهنّ إلى الشاليهات بإعداد هذا الطبق،وتقديمه طازجاً لكلّ الأصدقاء المشاركين في هذا المسير..
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
(صحن من الشوربا السّاخنة) قدّم لكلّ صديق كوجبة عشاء،وقد أعدّه المتطوعون من أصدقاء المسير على عجل، بعد وصولهم إلى الشاليه،فكلّ الشكر للأيدي التي شاركت في إعداده وتقديمه.
*************************************************
ثم سهرت حشود المسير من الصبايا والشباب حتى الثالثة صباحاً على أنغام الموسيقا المنبعثة من مكبرات الصوت في الشاليه ،وغنّ الشباب والصبايا،ودبكوا ورقصوا، وشربوا المشروبات السّاخنة، وغير السّاخنة،بعضهم على شاطىء البحر،وبعضهم الاخر تحت خيمة الشاليه الكبيرة..ونامت الصبايا في غرف الشاليه المحجوزة لهن مسبقاً،بينما آوى الشباب في أماكنهم المتفرقة على شاطىء البحر كما ذكرت آنفاً.
وعند الساعة السادسة من صباح يوم المسير،اسيقظ الجميع على صوت تدافع أمواج البحر،ونزعوا عنهم ملاحف الزبد الأبيض التي غطاهم بها البحر الأبيض ليلة أمس،ومنذ أول خيوط نور الصباح، استعدّ الجميع للانطلاق على دروب المسير،كان شاطىء البحر لايزال يغفو على أكتافنا،ورماله الخشنة قد تركت آثار ندبات على خدودنا،ومع ذلك لم نتردّد أن نقول (صباح الخير)لكلّ ماشاهدته عيوننا في أوّل إطلالة لها على ما يحيط بنا من رؤوس وخلجان، و قمم جبال شاهقة ووديان،واندفع أصدقاؤنا وركبوا الحافلتين اللتين حملتانا إلى بداية صعدة جبل(الشيخ متلج)حيث سنّنفذ المسير الرّياضي الجبلي لهذااليوم،مررنا بعدة قرى ساحلية،كان نها على ما أذكر(زغرين،وقنديل)وبلدة قنديل التي اشتق اسم المنطقة الساحليّة التي نزورها وننّفذ مسيرنا فيها، (وحسب ماذكر لي صاحب الشاليه الذي نمنا فيه)كانت تقع بين جبلين يفصل بينهما وادي،مازالت المياه الباردة تتدّفق في مسيله،لذلك سميّت هذه المنطقة الساحلية بـ (وادي قنديل).ووسط هذا الوادي المشجر بكلّ أنواع الأشجار من دلب، وسنديان، وسرو ومقاصب طبيعية، كان موكب حافلاتنا ينطلق نحو غابة (أم الطيور)،وعلى جانبي الطريق زرعت أشجار الحمضيات من ليمون وبرتقال،وأشجار الزيتون والجوز وكلّ هذه الخضرة شكلّت سياجاً للطريق الذي سلكناه وصولاً إلى الغابة ،الذي يتربع فوق ذروتها مقام (الشيخ متلج)،وهي أعلى قمة سنرتقي سلّمها في مسير اليوم،وقبل أن نحثّ أولى الخطوات على دروب المسير وعلى شكل مجموعات رياضية،كما ذكرت،نصحنا صديقنا، ودليلنا، وهو من أبناء اللاذقية ويعرف المنطقة شبراً شبراً،نصحنا أن نبحث عن عصا ، من أجل الاستناد عليها في الصعود،وخشية التزحلق في الهبوط.
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
تجمّع الأصدقاء الحاشد عند بداية وصولهم إلى غابات أم الطيور،وقد توكأ معظمهم على عصاه،استعداداَ للانطلاق في المسير الجبلي الشّاق.
************************************************
ثم انطلق المسير الرّياضي على شكل مجموعات وسط غابة أمّ الطيور الطبيعيّة الكثيفة الأشجار والأغصان المتشابكة،ودرجت أولى خطواتنا على طريق ترابية عريضة،ويبدو أنّ دائرة الحراج قد شقّته من أجل وصول الإطفائيّات إلى مجاهل الغابة عند حدوث حريق مفاجىءفيها،وما أكثر حرائق الغابات أيام شهري حزيران وتموزالقائظين، وبدأنا نزحف في الصعود كا لسلاحف رويداً رويداً،وشيئاً فشيئاً بدأ العرق يتصبّب من أجسادنا،وبدأ الإعياء يسري في أوصالنا،ولكنّ الأصدقاء لم يستكينوا لتعب المسير،ولا للخوف من مسالكه الجبلية الصعبة، وواصلوا حثّ الخطا،نحو ذروة الجبل حيث مقام (الشيخ متلج) كما ذكرت.
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
أصدقاء المسير يحثون الخطا على دروب المسير ذات المسالك الجبلية الصعبة.
************************************************
وكان صوت قائد مجموعتنا (يلعلع) في جنبات الغابة،وهو يحثنا على التجمع ومواصلة المسير،ولم يترك فرصة لأيّ فرد منّا، كي يتوانى أو يكسل أو يتردّد في مواصلة الصّعود،رغم تعبنا وإعيائنا جميعاً.وخاصة صديقتنا الصغيرة السّن(سهر)والتي كانت من ضيوف مسير اليوم،ومن أصدقائنا الذين صعدوا معنا في اللاذقية.حيّوا معي جلد، وصبر، وبأس هذه الصديقة الصغيرة، التي أصرّت على الرّغم من تعبها،أن تخفّف عنّي وطأة المسير الجبلي، وأن تساعدني وتساعد الآخرين في حمل زجاجات الماء في محفظتها القماشية الواسعة.
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
الأصدقاء في المجموعة الخامسة ،وقد أشرفوا على بلوغ قمة(الشيخ متلج).
ويرى في الصورة منظر المقام الذي شيّد على ذروة الجبل.وكذلك الجبل والبحر.
*************************************************
وممّا خفّف عنّا وطأة هذا المسير الجبلي الشاق، وأنسانا بعضاً من إعيائنا وتعبنا،هو التمتّع بمناظر الجبال والتلال الخلابة التي تحيط بنا من كلّ جانب،والتي تجعلك تقف مشدوها أمام لوحة الطبعية التي لايستطيع رسّام أن يجاري ألوانها وفتنتها وسحرها...
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
لوحة من لوحات الطبيعة الفاتنة المنبسطة تحتنا كراحة اليد..
***********************************************
فهذه الغيوم الكثيف المتلبّدة،الصاعدة من البحر الأبيض، على بعد ذراع منك، تستطيع أن تقبض عليها بكفّك،وتلك الغلالة الضبابية الرّقيقة التي تكلّل ذروة
[url=http://www.0zz0.com][/url]
الجبال بثياب شفافة بيضاء،تنعكس عليها خضرة الجبال،وزرقة مياه البحر،إنّه لمنظريوحي بأنّ جنان الخلد انتقلت، أو كادت تشرف على أيكة هذا المكان.
**********************************************
[url=http://www.0zz0.com][/urlمشهد آخر لجمال الطبيعة، والتي تعكس للناظر معانقة السّحب لقمم الجبال.
************************************************
وفي إحدى حنايا الغابة كان لمجموعتنا، كما للمجموعات الأخرى جلسة استراحة تمّ فيها استكمال التّعارف،و أيضاً طرح الصديق رئيس المجموعة موضوعاً عاماَ للحوار،ولإبداء الرّأي فيه، من قبل كلّ أصدقاء المجموعة،وكان بعنوانالمسؤوليّة)و أبدى الجميع آراءهم الجميلة، التي أغنت أفكار الموضوع وشرحت تفاصيل مضامينه،قال أحد الأصدقاء:إنّ المسؤليةيجب أن تنطلق من الفرد الذي يجب أن لانحمّله أوزار المجتمع كلّه،وقال آخر:إنّ مسؤليتي في البيت أراها لاتتعدّى الإشراف على أخي الصغير في غياب أهلي ،وأراها مسؤوليّة كبيرة،يجب أن أنجح فيها،وقالت صديقة أخرى:إنّ مسؤليتي تنحصر في تأمين جوّ الهدوء والرّاحة لأمي الطبيبة التي تأتي من عملها متعبة، كي تنام بعد الظهر بينما أنا أشرف على أختي الصغيرة ,ألاطفها وألاعبها بعيداً حتى لا يزعج لعبها أمي النائمة،وقال صديق آخر:إنّ مسؤوليتي كطالب تأمنت له بعثة خارج القطر،تنحصر في إيجاد الأجواء المناسبة، التي سوف تساعدني في النّجاح وحصد مزيد من النّتائج الطيّبة، كي أتفوق في هذه الدّراسة..وجرى ربط بين الحرّية بمهومها العام والمسؤليّة،وقال أحدهم حتى أكون مسؤولاً عن عملي واختياري،يجب أن أكون حرّاً في تحديده،فالطالب الجامعي لايختار الرّغبة التي يريد أن يدرسها،بل يحدّد مجموعه في الثانوية العامة هذا الاختيار الذي ربما لايرغب في متابعته،وهناك فرق واضح، بين أن تكافح من أجل حرّية اختيارك، حتى تكون مسؤولاً أمام أهلك ومجتمعك عن النّجاح فيه!!وبين أن يفرض عليك.
آراء مختلفة ومتشعبّة تناولت فكرة المسؤولية عند الصغار والكبار.. حقاّ إنّ آراء الأصدقاء في هذا الموضوع،يكتب بها لوحدها موضوع مستقل،يشرح حرّيتنا في عملنا، وعلى ضوئه تتحدّد مسؤولياتنا،.وبعد بذل هذا الجهد الفكري في هذه الاستراحة،والذي لايقلّ(برأيي) عناء عن الجهد العضلي الذي بذلناه في مسيرنا اليوم.
************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
موضوع (المسؤوليّة) كما عرضه على المجموعة الخامسة، الصديق مشرف المجموعة.
********************************************************
تابع الأصدقاء الصعود إلى الذروة فبلغوها في وقت قصير،ومن أعلى نقطة في هذه القمة،أطلّ الأصدقاء على أجمل منظر رأوه حتى الآن،فمنظر البحر بشاطئه اللازوردي المتعرّج،وخيمه المتناثرة كالدراهم الفضيّة على عروس البحر،وصفحة مائه الزرقاء التي تعانق زرقة السّماء،وشريط الخضرة من بيارات الليمون، وحقول الزيتون،وأشجار الصنوبر الباسقة،تزين شريطة امتداده،حتى تعانق الجبال المطلّة عليه..
*************************************************
[url=http://www.0zz0.com][/url]
مشهد التقط من أعلى القمّة، يوحي بجمال منظر البحر،والجبل معاً.
*************************************************
كان المنظر غاية في الرّوعة والجمال ممّا جعلنا نقف مشدوهين بجماله،ونلتقط الصور التذكارية له، ونرتاح قليلاً من
عناء المسير،ولكي نتناول طعام الإفطار (من زيتون وجبنة وحلاوة)، والمحمول على ظهور الأصدقاء،على مصطبة أمام مقام (الشيخ متلج)،ويبدو أنّها أعدّت لاستقبال الوافدين من الزوّار للتبّرك ببركة هذا المقام،وبركة المكان الشاهق الذي أقيم عليه.بعدها تابعنا مسيرناهبوطاًمن ذروة الجبل الأشم،إلى الشاطىء،ولقد كان انحداراً شاهقاً تعرّض فيه الأصدقاء للتزحلق مرّات عديدة،وفي هذا الانحدار الشديد نفعت العصي اللاتي كان صديقنا قد نصحنا بالحصول عليها،فتوكأنا عليها في انحدارنا السّريع والخطر،ومع ذلك، انطبق علينا قول امرىء القيس في وصف سرعة جريان حصانه في رحلة صيده المشهوورى،والتي تشبه مسيرنا الجبلي في ظروفها وطقوسها:
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها == بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً == كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
ولكن ولله الحمد وصلنا إلى برّ الأمان دون خسائر ماديّة أو جسدية تذكر،وما أن وصلنا إلى الشاطىء المفروش بالرّمال التي حرقت أسفل أقدامنا بعد أن خلعنا أحذيتنا لنخوض في مياه النّهر الباردة، الذي كان يصبّ في البحر،ثم نسير على الرّمال الذهبية السّاخنة من شدة الحرّ في وقت الظهيرة،ولنبلغ الشاليه عندالواحدة والنصف ظهراً..وعندما نظرنا إلى الجبل الذي كنّا منذ لحظات نستريح عليه،بدا لنا مقام (الشيخ متلج) وكأنه نقطة صغيرة فوق قمته الشاهقة،
وبدا لنا غير مصدقين أنّنا كنّا نتربّع منذ هنيهة على هذه القمّة السّماوية..!يالهول الإنسان، وعظمة إرادته..! إذا ما صمّم على تحقيق أمر ما، فإنّه يصنع المعجزات..؟؟
v رابعاً: موعد مع السّباحة،ثم الغداء،فالعودة...
وكان من الطبيعي بعد هذا الإعياء المسيري والرّياضي المضني،أن يلجاّ الأصدقاء إلى أحضان البحر،فيلقون بأجسامهم في يمّه المتلاطم الأمواج،يسبحون ويمرحون، ويغسلون أقدامهم في زبد أمواجه،وكأنّهم كانوا في سباق للخيول وهاهم اللآن يغسلون أدران التّراب والعراق الذي علق بأردانهم من جوّ السباق الحميم،لقد سبح الأصدقاء في مياه البحر الدافئة، والنّظيفة، والعميقة قياساً إلى شواطىء طرطوس، إن مياه شاطىء وادي قنديل نظيفة،ولكنّ الامتداد الرّملي لها قليل ،وما أن تخوض في لجة هذا البحر، حتّى تصطدم أقدامك بحجارة وصخور قلّما تجدها في بعض شواطىء طرطوس،لقد كان جوّ البحر في هذا اليوم رائعاً،فالأمواج المتدافعة هادئة،ونسيم البحر يصافح وجوه زواره بنسيمات باردة نسبيّاً تغري من يسبح وتجعله لايتمنى الخروج من الماء..ولكنّ صفارة مسؤولي المسير،تنبّه جماعة المسير:أنّ عليهم التجمّع تحت خيمة الشاليه، من أجل تناول طعام الغداء،وهكذا خرجنا من البحر بعد أن عانقنا أمواجه المتلاطمة،وصافحناه بحسرة وندم على أمل لقائه في وقت قريب.
ولسان حالي ،يتوجه مع الشاعرالأندلسي(ابن الجنان) إلى البحر،ببطاقة شكر لأنّه
أحيا قلبينا برسائله السّاحرة..
يا أيها البحر الذي شطتْ على == سفن الخواطر والنُّهى شطآه
أحييت قلبي حين أصبح هامداً == وهززته فرَبتْ بذاك رباه
وغذوتني الدَّر الضريح وحبَّذا == در السماح إذا استهل نداه
وحبوتني الدُّر النفيس وإنه == لأجل ما البحر الخضم حباه
كان غداء مجموعات أصدقاء المسير،عبارة عن بيض وبطاطا مسلوقين،ثم تمّ دمجهماوتناولهما مع بعض السّلطة،وبعد الغداء قدمّت الفاكهة، وكلّ هذه الوجبة السريعة تمّ تحضيرها على من قبل المتطوعين(مشكورين) من أصدقاء المسير،وطبعاً في الشاليه.حيّوا معي كلّ صديق أو صديقة،بذلا من الجهد ،وصرفا من وقت استجمامها ليحضّرا للآخرين طعاماً شهيّاً،وليتيحا لهم التمتّع بالسباحة إلى أطول وقت ممكن.وبعد هذا الغداء المتواضع،واصل الأصدقاء التعبير عن فرحهم بالرّقصات والدّبكات إلى أن حانت ساعة الرّحيل والوداع عن الساعة السّادسة مساء..
vخامساً: هموم بحر وادي قنديل، ومعاناة أصحاب الشاليهات فيه..!!
vودّعنا شاطىء وادي قنديل،هذا الشاطىء الشعبي المكتظ بالوافدين إليه من اللاذقية وريفها ليقضوا ليلة الجمعة على شواطئه،وجواباً على سؤال سألني إياه الشّاب المهذب وغير المستغل(نزار) صاحب شاليه(طائر الفينيق)سالني بعد عودتنا من المسير:كيف وجدتم المنطقة؟؟قلت وبأسى:إنّها مهملة،فأكوام القمامة والنّفايات مرميّة على طول الشاطىء،الذي من المفروض أن يضاهي جماله،جمال المحيطة به،والمطلّة عليها من شرفاتها السّماوية.
أجابني:نعم .ومع الأسف الشديد مهملة كثيراً،كما حدثتك بالأمس.
وكنت أصغيت مساء ليلة أمس إلى شكواه وهو يشرح معاناة أصحاب شاليهات وادي قنديل البيئية، فهم ينقلون القمامة على نفقتهم الخاصة، لعدم وجود سيارة بلدية،وليس هناك صرف صحي،بل حفروا جوراً فنيّة،ولا تصل إليهم مياه الفيجة العذبة،كلّ هذه الخدمات مستثناة منها شاليهات وادي قنديل،مع أنّهم مرخصون ترخيصاً رسميّا، ويدفعون ما عليهم من ضرائب خاصة، وعامة،ولمّا سألته لماذا كلّ هذا الإهمال لشواطئكم مع أنّها رائعة ونظيفة؟؟،قال:لأنّهم يعتبرونها منطقة مزالة..وشواطئها معروضة للاستثمار السّياحي، في أي وقت يتقدّم مستثمر بعرضه.لذلك لايخدمونها.
قلت إذا أخذ المستثمرون شاطىء وادي قنديل،والبسيط،وشاطئا اللاذقية وطرطوس، وجنّت أسعار الشاليهات،فأين يصطاف الفقراء وذوو الدّخل المحدود من أبناء هذا البلد؟؟أجاب وبلهجة أهلنا في بلدان المغرب العربي.(الله غالب).
نعم الله غالب للجميع..ولكن لن يجعلني هذا، أن آتي من الصحراء إلى البحر دون أن أدفع أضعاف راتبي التقاعدي المبارك..!
وأنشدته أبياتً هذا الشّعر،الذي يعبّر عن وجد الشاعروتباريح هواه،وهو يضع لقدميه موطئاً على شاطىء البحر مثلنا:
فرش الهجر في بيوت همومٍ == تحت رأسي وسادة البُرحاءِ
حين هيأت بيت خيشٍ من الوص == ل لأبوابه ستور البهاءِ
فرش البحر لي بيوت مُسموحٍ == مُتَّكاها مطارح الحصباءِ
رِقَّ للصبِّ من براغيث وجدٍ == تعتري جلده صباح مساء
ودّعنا شاطىء وادي قنديل ونحن نتضامن مع معاناتهم،وودعنا مناطق المسير الجبليةوجمالها السّاحر..وعدنا أدراجنا إلى(أمّ القاهرة)عن طريق حمص..مع زغاريد وأغاني وأهازيج صبايا وشباب المسير الرّياضي..الذين من المؤكد قد استمتعوابه في هذا الأسبوع..والبحر كريم، كريم على الجميع،وشاطئه يسع الجميع،قال الشاعر المصري(سيف الدين المشد)من العهد المملوكي،يصف كرم البحر وفيض سخائه:
ملكٌ هو البحر في هولٍ وفي كرم
طلقُ المحيّا حليمٌ عند قدرته
يعطيكَ كل المنى من قبل تسألهُ == إن الكريم إذا لم يزر زارا
طلقُ المحيّا حليمٌ عند قدرته
يعطيكَ كل المنى من قبل تسألهُ == إن الكريم إذا لم يزر زارا
أيّها الأ صدقاء:عذراً للإطالة وأرجو أن تكونوا قد استمتعم معنا بوحي المسير الرّياضي من وادي قنديل،ومن غابة الصنوبر في أمّ الطيور ومناظرهما الخلابة..
نتمنى دوماً أن نلقاكم في مسير قادم وأنتم في فيض وغمر من السّعادة والفرح.
سلمية في /14/7/2010
صديقكم على دروب المسير
حيدر حيدر
حيدر حيدر- هاوي فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 87
درجات : 5639
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 16/03/2010
العمر : 82
مواضيع مماثلة
» من وحي المسير الرّياضي إلى(وادي قنديل)باللاذقيّة.ج1
» من وحي المسير الرّياضي إلى الصفاوي، والشيخ علي...
» من وحي المسير الرّياضي إلى غابات الكستناء..
» من وحي المسير الرّياضي إلى الصفاوي، والشيخ علي...
» من وحي المسير الرّياضي إلى غابات الكستناء..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011