دخول
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 99 بتاريخ الأحد يوليو 30, 2017 3:26 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
«حلم رجل مضحك» الانتحار بأوجه مختلفة
فنون سلمية :: فنون :: على الخشبة "مسرح"
صفحة 1 من اصل 1
«حلم رجل مضحك» الانتحار بأوجه مختلفة
«حلم رجل مضحك» الانتحار بأوجه مختلفة
مسرحية لـ دوستويفسكي - أخرجها "طلال درجاني"
دخول الممثلين المفاجئ الى المسرح، أنذر ببدء العرض المسرحي، فخفتت أحاديث الجمهور وهمساته. استلقى الممثلون على أرض تغطيها «أوراق اللعب» (أحد المشاهد من رواية المقامر) وكتب متناثرة وفوقها ضوء خفيف. «حلم رجل مضحك» نص للكاتب الروسي دوستويفسكي أعده وأخرجه طلال درجاني أستاذ التمثيل والاخراج في الجامعة اللبنانية وجامعة الروح القدس – الكسليك. ويقدم العرض على خشبة مسرح النادي الثقافي الروسي.
ينام الرجل المضحك ليحلم بطريقة للانتحار، وليضع حداً لحياته القاتمة وأعماله الشريرة. يغرق العمل في وحول الخطيئة واليأس وتأنيب الذات والكذب والاحتيال. لا يبدو الرجل راضياً عما ارتكبه من أخطاء، يريد المزيد، يرغب في أن ينتشر شره بين البشر. هي الرغبة في العزلة والوحدة لدى الرجل المضحك الذي يخطط للخراب.
تتميز شخصيات دوستويفسكي بوحدتها وحزنها ويأسها الى أقصى الحدود، خصوصاً أنه عاش كل ذلك بعد أن فرضها عليه والده في شبابه، فنشأ على حب الخيال، ولجأ الى الحانات للاستماع الى قصص المعذبين والبائسين فيها.
عمل مسرحي رصين (مدته ساعة وربع) ولا يسلّي المشاهدين ويرهق الممثلين. وعمد درجاني الى اللعب على نفسية الجمهور وادخاله في لعبته المسرحية عبر تكثيف التفاصيل على المسرح لئلا يسمح للمشاهد أن يمل أو يشت في تفكيره. واللافت أن الجمهور فهم اللعبة فلزم الصمت وتابع العمل بتيقظ.
يقول المخرج إنه ملّ الأعمال العادية لذا أراد تقديم مادة دسمة متحدياً نفسه، وبامكانات محدودة في ظل غياب الانتاج والدعم المادي. يعرف درجاني أن لا مجال للخطأ مع الكاتب الروسي، لذا أراد للعمل أن يكون نقلة نوعية في مساره، مبتعداً فيه عن الاعمال التجريبية التي تشهدها مسارح بيروت.
قدّم مشهد الانتحار بست رؤى اخراجية مختلفة، أبرزها المشهد الذي يطلق فيه الممثل النار من مسدس على رأسه. واللافت أن المخرج لم يظهر سلاحاً على المسرح انما كانت الفكرة رمزية ومن خفايا النص الذي كتب انطلاقاً من عدم ابراز كل التفاصيل تاركاً للمشاهد التخيل. حين ملّ الرجل المضحك يأسه وتصرفاته الشريرة انتحر من دون أن يقتنع بهذا الفعل، انتقل من الارض الى المريخ، وهناك مارس ما بدأه على الأرض التي لم تعد تتسع لشره. تحوّل المريخ من كوكب مسالم هادئ الى كوكب يعج بالفساد والخراب والكذب والقتل، بات توأماً للأرض. حينها استيقظ ضمير الرجل المضحك وشعر بالخطيئة، قرر أن ينتحر من جديد لاقتناعه بفعل الانتحار، ومعرفته بمدى خطورته على البشرية، اطلق رصاصة على رأسه ونزف دمه الى الارض.
ينتقل المخرج من المشهد الفضائي ونزف الدم الى الواقع ليتحول النص خطاباً لاذعاً ينتقد الدولة والنظام والبشر والحياة والمفاهيم السائدة. النص الذي كتب منذ أكثر من مئة عام يصلح لانتقاد الوضع اللبناني والعربي والاقليمي في محاولة انقلاب على السائد. هذه النقلة النوعية التي أرادها درجاني، صدمت بجرأتها المشاهد ومارست عليه ضغطاً امتد الى ما بعد انتهاء العمل المسرحي. والصرخة التي دوت «لا أريد أن أعيش الا على هذه الأرض» دليل على تعلق المخرج بعاداته وتقاليده وعلى انتمائه الى رقعة الأرض التي يتقاسمها مع غيره.
«حلم رجل مضحك» ثلاثة عروض في عرض واحد متكامل. وبرع الممثل حسام الصباح في تقديم شخصية مركبة ممزوجة بالحزن والفرح واللامبالاة، وكان محور العمل بنبرته القوية والتنقل بين طبقات صوته على مهل. عمل درجاني نحو سنة على اعداد حسام ليخرج من عوالمه الدفينة شخصية قادرة على المواجهة وايصال رؤيته الاخراجية. وقد يكون الدور الذي قدمه الممثل الخمسيني من أهم الأدوار التي لعبها في حياته، الا أنه قد يواجه سؤالاً: ماذا أقدّم بعد دوستويفسكي؟
الممثل كميل يوسف والممثلة ساندرا ملحم كمّلا حسام بحركاتهما التفاعلية النابضة بالحياة، وترجمتهما لمشاهد الموت والحياة للرجل المضحك الحالم، على عكس ما يُظن بأن دورهما كان ثانوياً. برعت ساندرا في تطويع جسدها في مشهد مشترك مع حسام لتعود طفلة على رغم قوامها الممشوق والانثوي، وفي احتضارها الدائم في العرض. بدت شعلة من الحركة مع رفيقها يوسف. وعلى رغم الكلمات القليلة التي نطقا بها الا أن أداءهما كان رائعاً ويصلح لأن يكون عرضاً مستقلاً كما وصفه درجاني.
أما السينوغرافيا التي يتقنها المخرج اللبناني، فترجمت رؤيته الاخراجية وبهرت الجمهور ببساطتها وطريقة تركيبها على شكل مقبرة مفتوحة ومغلقة. أعطت السينوغرافيا جمالية للموت، والتابوت الذي وضع على المسرح لم يوح بالموت بل بفرح انتصار الشر على الخير. يقول درجاني: «من لا شيء صممت سينوغرافيا قادرة على محاكاة النص، واستغرق العمل فيها نحو خمسة شهور». اشتغل المخرج اللبناني كثيراً على شكل الممثلين وملابسهم، حتى بات المناخ العام للمسرح أشبه بمنزل روسي قديم يؤوي عائلة فقيرة في درجة حرارة متدنية، وعمد الى ارخاء لحى الممثلين ليتقمصا روح شخصيات دوستويفسكي.
مسرحية لـ دوستويفسكي - أخرجها "طلال درجاني"
دخول الممثلين المفاجئ الى المسرح، أنذر ببدء العرض المسرحي، فخفتت أحاديث الجمهور وهمساته. استلقى الممثلون على أرض تغطيها «أوراق اللعب» (أحد المشاهد من رواية المقامر) وكتب متناثرة وفوقها ضوء خفيف. «حلم رجل مضحك» نص للكاتب الروسي دوستويفسكي أعده وأخرجه طلال درجاني أستاذ التمثيل والاخراج في الجامعة اللبنانية وجامعة الروح القدس – الكسليك. ويقدم العرض على خشبة مسرح النادي الثقافي الروسي.
ينام الرجل المضحك ليحلم بطريقة للانتحار، وليضع حداً لحياته القاتمة وأعماله الشريرة. يغرق العمل في وحول الخطيئة واليأس وتأنيب الذات والكذب والاحتيال. لا يبدو الرجل راضياً عما ارتكبه من أخطاء، يريد المزيد، يرغب في أن ينتشر شره بين البشر. هي الرغبة في العزلة والوحدة لدى الرجل المضحك الذي يخطط للخراب.
تتميز شخصيات دوستويفسكي بوحدتها وحزنها ويأسها الى أقصى الحدود، خصوصاً أنه عاش كل ذلك بعد أن فرضها عليه والده في شبابه، فنشأ على حب الخيال، ولجأ الى الحانات للاستماع الى قصص المعذبين والبائسين فيها.
عمل مسرحي رصين (مدته ساعة وربع) ولا يسلّي المشاهدين ويرهق الممثلين. وعمد درجاني الى اللعب على نفسية الجمهور وادخاله في لعبته المسرحية عبر تكثيف التفاصيل على المسرح لئلا يسمح للمشاهد أن يمل أو يشت في تفكيره. واللافت أن الجمهور فهم اللعبة فلزم الصمت وتابع العمل بتيقظ.
يقول المخرج إنه ملّ الأعمال العادية لذا أراد تقديم مادة دسمة متحدياً نفسه، وبامكانات محدودة في ظل غياب الانتاج والدعم المادي. يعرف درجاني أن لا مجال للخطأ مع الكاتب الروسي، لذا أراد للعمل أن يكون نقلة نوعية في مساره، مبتعداً فيه عن الاعمال التجريبية التي تشهدها مسارح بيروت.
قدّم مشهد الانتحار بست رؤى اخراجية مختلفة، أبرزها المشهد الذي يطلق فيه الممثل النار من مسدس على رأسه. واللافت أن المخرج لم يظهر سلاحاً على المسرح انما كانت الفكرة رمزية ومن خفايا النص الذي كتب انطلاقاً من عدم ابراز كل التفاصيل تاركاً للمشاهد التخيل. حين ملّ الرجل المضحك يأسه وتصرفاته الشريرة انتحر من دون أن يقتنع بهذا الفعل، انتقل من الارض الى المريخ، وهناك مارس ما بدأه على الأرض التي لم تعد تتسع لشره. تحوّل المريخ من كوكب مسالم هادئ الى كوكب يعج بالفساد والخراب والكذب والقتل، بات توأماً للأرض. حينها استيقظ ضمير الرجل المضحك وشعر بالخطيئة، قرر أن ينتحر من جديد لاقتناعه بفعل الانتحار، ومعرفته بمدى خطورته على البشرية، اطلق رصاصة على رأسه ونزف دمه الى الارض.
ينتقل المخرج من المشهد الفضائي ونزف الدم الى الواقع ليتحول النص خطاباً لاذعاً ينتقد الدولة والنظام والبشر والحياة والمفاهيم السائدة. النص الذي كتب منذ أكثر من مئة عام يصلح لانتقاد الوضع اللبناني والعربي والاقليمي في محاولة انقلاب على السائد. هذه النقلة النوعية التي أرادها درجاني، صدمت بجرأتها المشاهد ومارست عليه ضغطاً امتد الى ما بعد انتهاء العمل المسرحي. والصرخة التي دوت «لا أريد أن أعيش الا على هذه الأرض» دليل على تعلق المخرج بعاداته وتقاليده وعلى انتمائه الى رقعة الأرض التي يتقاسمها مع غيره.
«حلم رجل مضحك» ثلاثة عروض في عرض واحد متكامل. وبرع الممثل حسام الصباح في تقديم شخصية مركبة ممزوجة بالحزن والفرح واللامبالاة، وكان محور العمل بنبرته القوية والتنقل بين طبقات صوته على مهل. عمل درجاني نحو سنة على اعداد حسام ليخرج من عوالمه الدفينة شخصية قادرة على المواجهة وايصال رؤيته الاخراجية. وقد يكون الدور الذي قدمه الممثل الخمسيني من أهم الأدوار التي لعبها في حياته، الا أنه قد يواجه سؤالاً: ماذا أقدّم بعد دوستويفسكي؟
الممثل كميل يوسف والممثلة ساندرا ملحم كمّلا حسام بحركاتهما التفاعلية النابضة بالحياة، وترجمتهما لمشاهد الموت والحياة للرجل المضحك الحالم، على عكس ما يُظن بأن دورهما كان ثانوياً. برعت ساندرا في تطويع جسدها في مشهد مشترك مع حسام لتعود طفلة على رغم قوامها الممشوق والانثوي، وفي احتضارها الدائم في العرض. بدت شعلة من الحركة مع رفيقها يوسف. وعلى رغم الكلمات القليلة التي نطقا بها الا أن أداءهما كان رائعاً ويصلح لأن يكون عرضاً مستقلاً كما وصفه درجاني.
أما السينوغرافيا التي يتقنها المخرج اللبناني، فترجمت رؤيته الاخراجية وبهرت الجمهور ببساطتها وطريقة تركيبها على شكل مقبرة مفتوحة ومغلقة. أعطت السينوغرافيا جمالية للموت، والتابوت الذي وضع على المسرح لم يوح بالموت بل بفرح انتصار الشر على الخير. يقول درجاني: «من لا شيء صممت سينوغرافيا قادرة على محاكاة النص، واستغرق العمل فيها نحو خمسة شهور». اشتغل المخرج اللبناني كثيراً على شكل الممثلين وملابسهم، حتى بات المناخ العام للمسرح أشبه بمنزل روسي قديم يؤوي عائلة فقيرة في درجة حرارة متدنية، وعمد الى ارخاء لحى الممثلين ليتقمصا روح شخصيات دوستويفسكي.
محمد القصير- متذوق فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 153
درجات : 5769
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
العمر : 57
فنون سلمية :: فنون :: على الخشبة "مسرح"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011