دمشق دونك

من طرف فادي علي الخميس مايو 13, 2010 5:46 pm

دمشق دونك, كالشرق حين ترحل عنه الرموز, فيغدو مشتتاً, تمزقه الميول المتناقضة.
دمشق دوننا, تهوي من حسنها الخرافي إلى سوية بقية المدن, فتضمحل الدروب المرصوفة تحت وطأة المارقين, وتتبخر فيها الأزمان دونما رحمة.
هآنذا, رميت بملء إرادتي في أحضان دمشق, التي تستوعب جنوني ووحدتي, والتي تفهم صباحاتها كل يأسي, فهي هدنتي مع قدري.
لكنني غريب دونك فيها, أمشي وأمشي على خطا حنيني الذي وزعته بين عينيك وروابيها.
أزور مكامن الدفء التي زرعتها شغفاً غير متوازن الكفتين, لتموت في عيني كل الأمنيات وتخبو أحلامٌ كنت قد سرقتها من جسدك الممزوج برغبتي.
أناجي وجهك الموسوم بالسلام, عله يخرج من دفقات بردى طيفاً رطباً يبرد رقبتي, طيفاً نقياً أتنفسه ملء رئتي وأحبسه في أعماقي.
تبحث كفي عن وهادها, عن تلك العذوبة التي ترسمني رجلاً في حدود الزمن, وتسحب وجهي من زحمة العابرين دون هدف.
أعجب كيف التصق وجهك بزجاج شبابيك الباصات, كيف ارتسم شعرك المجعد كتماثيل الإغريق على فراشي, وأبحرت فيه أجذف جنوني وأفرد شراع خيالي لتعيدني وحشة ليلي إلى ظلمة سريري.
فهلا رحلت عن نسيم دمشق ؟
هلا حررت هذه الليالي من عبق أنفاسك ؟ وتركتني أتنشق حرية كلفتني غروباً أحمر رسمته بدمي ؟
هلا مسحت ابتسامتك عن وسادتي ؟
أنا أؤمن أنني سأتقن غزل وحدة تليق بي, لكنني أعجز عن ذلك ما دمت تحتلينها, مادمت تقفين على مفارقي التي التقت عند حدود جسدك.
أعدك أن أرحل, لكن ساعديني, ودعيني أخفي ألقك بسحاب قراراتي المجنونة, قبل أن يبلغها السكون.
دعيني أراهن على دمشق العظيمة, التي لن تقف عند فراق عادي حدث فوق ترابها وهي التي اختصرت لقاءات وفراقات, وبقيت توزع الحب دونما توقف.
دعيني ودمشق نتدبر أمورنا, وعودي إلى دفاتري, إلى حروفي التي رسمتك كما أحب.
عودي أسيرة قلمي لأرسم النهاية برفق, قبل أن يجف حبري, وأصلب على بياض أوراقي من جديد.

من طرف **براء** الأحد مايو 16, 2010 7:13 am

الله كلام جميل من كل قلبي حبيتو شكرا الك
ابدعت في كلماتك العذبة
وسرنا معك في ارصفة وازقة دمشق
سطرت لنا انبل المشاعر في كلام مبدع

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30

دمشق دونك

دمشق دونك

رد: دمشق دونك