دار سلمية للكتاب: عالم في دار....

أحببت أن أنقل لكم هذا الخبر...
سلمية – خاص طيف / وسيم الماغوط


إذا أردت أن تزور بلدان العالم وتتعرف على طبيعة الحياة والثقافة فيها
يجب عليك أن تمشي في شارع ابن سينا في سلمية وتعبر زقاقاً على يسارك
لتستقل طائرة الأحلام درجة أولى أو باخرة تبحر في عالم الكلمات كما أبحرت
مجلة طيف في هذا العالم الغريب العجيب مع قبطان السفينة حسين الحاج الذي
هو من مواليد سلمية- جدوعة 5/8/1961 مالك أقدم مكتبة في سلمية (دار سلمية
للكتاب) والتي تأسست في 29/7/1987 ولد حب المطالعة لديه وهو طالب في
المدرسة عن طريق المدرس أحب وأبناء جيله الرواية والقصة القصيرة المليئة
بالتشويق عندما كان يطرحها المدرس والتي كانت تتناول العالم المثالي
والنهايات السعيدة ومع مرور الزمن أصبح لديه حب منقطع النظير
للأوراق
واكتشف فيما بعد
أن الورق أكثر صدقاً ووفاءً من أي شيء في هذا العالم وكان المكان الوحيد
الذي يرغب بزيارته هو المكتبة الشعبية الموجودة آنذاك لصاحبها المرحوم
(تميم القطريب) الملقب بـ أبو أيمن وكان كل مرة يمر بالمكتبة يقف أمامها
ويتناول دون أن يدرك كتاباً على غلافه صورة رجلٍ يحاكي روح الشباب
المتأججة في داخله وهو (الأم ) لـ مكسيم غوركي وعلى حد قوله كان يعمل
جاهداً لوضع خطة أشد متانة من الخطة الخمسية حتى يستطيع شراء هذا الكاتب
الذي كان ثمنه آنذاك سبعة ليرات سورية ونصف حتى انه كان يحرم نفسه على
مدار العام من التمتع بمصروفه كأي شاب حتى استطاع أن يحصل على أرشيف من
الجرائد والمجلات وفي ذاك الوقت كان هناك مقاهي ومطاعم ومحلات وكل شي ء ما
عدا مكتبة يستطيع المرء الذهاب اليها ليشتري أو يستعير أو يقرأ.
في الثانوية راوده حلم بالعيش في جو مليء بالكتب وأن يكون له أصدقاء
يحبون القراءة والثقافة وتأسيس مكتبة قادرة على خلق عدوى ثقافية إيجابية
بين الناس وفي حديثنا معه عن الدار وتاريخها قال:
إن أول مكتبة أسسها كانت في قرية جدوعة وهي منزول حوله إلى مكتبة تضم
حوالي ألف كتاب وكان أصدقاءه يدخلونها ويقومون باستعارة الكتب منها فخلقت
حينها مناخ جيداً من الثقافة والحوار و إنه أتى إلى سلمية ولديه ألف كتاب
ووصف تلك الفترة بأنها مد مفاهيم وطنية والدار هو عبارة عن مشروع شركة
مساهمة وكان رأس المال مليون ومئتي ألف مقسمين على اثنا عشر سهماً وأتت
فكرة تسمية المكتبة بدار سلمية للكتاب رغبة في أن يكون هناك دار للثقافة
في سلمية وقد بيع من عام 87-91 مئتي نسخة من (الأم لمكسيم غوركي)وهي
المكتبة الخاصة الوحيدة الساري فيها نظام الإعارة في القطر السوري لحد
الآن.


وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تم انسحاب ثمانية من الأسهم المشاركة والسبب هو الشك بأن يبقى هناك ثقافة
وكان الدار ينتقل من مكان إلى آخر إذ شهد ثلاث تنقلات أخرها منذ اثنا
عشرة عاماً وكان التنقل محكوماً بظروف اقتصادية وحتى الآن يعاني الدار من
ضيق المساحة أما عن موجودات الدار فإنها موزعة إلى :أدب (الرواية – قصة –
شعر ومسرح) دراسات (اقتصاد – فلسفة – علم نفس وعلم اجتماع ) بالإضافة إلى
الكتب التراثية وهناك جناح خاص للأطفال وهو من أهم أقسام المشروع فإذا كان
الوضع العام أبعد الناس المرهقين بأعباء الحياة عن القراءة فإن هناك
مسؤولية كبيرة تجاه الطفل أي عندما ياتي ثمانمائة طفل إلى الدار
فأنت قد قدمت له حماية حقيقية وذلك ضمن رسم اشتراك رمزي والآن تضم الدار
ستة آلاف عنوان بيع وإعارة وألف عنوان في قسم الأطفال وأثناء المعارض
يتراوح العدد بين 10 – 15 ألف عنوان وهناك معرضين يلتزم بهما الدار سنوياً
هما: معرض الربيع بمناسبة يوم الكتاب العالمي وهو في 23 نيسان من كل عام
ومعرض الصيف في 29 تموز وذلك في ذكرى افتتاح الدار.
ووصل سجل الإعارة للدار حتى الشهر الرابع من عام 2010م إلى تسعمائة
وخمسة وثلاثون بعد الألف من مشتركي الدار وبقوله عن سلمية إنها تستحق أن
تكون عاصمة للثقافة حتى ولو لشهر واحد وتدعيماً لكل ما قد قاله أضاف بأنه
إذا ربح الجائزة الكبرى سوف يضع المبلغ كله في خدمة إعمار مكتبة جديدة وإن
وقع بيده الفانوس السحري لأمر المارد بتوسيع دار سلمية للكتاب والكاتب على
حد قوله يحتاج إلى مال قارون وصبر أيوب وأنه يحلم بمنتدى ثقافي في سلمية.
وافتقدنا في نهاية رحلتنا إلى عمل المؤسسات التي نأمل منها ان تتحرك
باتجاه هذا المجال الذي هو بحاجة إلى اهتمامها وجهودها أملين أن يتفشى
وباء القراءة في مجتمعنا الذي وصل فيه معدل القراءة نصف صفحة شهرياً خارج
منهاج الدراسة؟!


/* */

شكراً لك شادي وأيضاً شكر للصديق وسيم الماغوط
وتحية مني إلى دار سلمية للكتاب التي كانت إحدى المفارق الهامة في حياتي الشخصية، حيث أعتبر ان جزءاً كبيراً من شخصيتي إكتسبته من كتبها.

وأيضاً أنا كتبت مقالة في مدونة وطن حول دار سلمية للكتاب استعرضت فيها مع الأستاذ حسين الحاج إشكالية القراءة في المجتمع العربي وهي على الرابط:
_________________________________________

أمة اقرأ لا تقرأ

_________________________________________

مع أنني أحب الورقي أكثر ..
لكن الالكتروني أوفر ..

تقبلوا شكري لجهودكم
أبو يم