رواد المسرح العربي

من طرف مولود داؤد الثلاثاء أغسطس 18, 2009 5:41 am

أصدقائي :
سنتحدث عنم رواد المسرح العربي في عدة أجزاء ..تابعونا وعلقوا

(مارون النقاش) رائد فن التمثيل العربي

يعد مارون النقاش الرائد المسرحي الأول لفن التمثيل في الوطن العربي، وفي طليعة من أدخلوا هذا الفن الجديد إليه في منتصف القرن التاسع عشر.
ولد مارون بن الياس بن ميخائيل النقاش عام 1817 في مدينة صيدا بلبنان ثم انتقل مع والده إلى بيروت حيث درس اللغة العربية والصرف والنحو والعروض والبيان والمنطق على يد الخوري يوسف الفاخوري، كما درس اللغات التركية والفرنسية والايطالية على يد بعض المراسلين الأجانب، وأخذ في نظم الشعر وهو في التاسعة عشرة من عمره، وتعلم الحسابات التجارية على الأصول الإفرنجية وعلمها لكثيرين، فكان إمام هذا الفن في بيروت، كما تعلم القوانين الإدارية، وكان له ولع بالموسيقى، ولما أنهى دراسته عين رئيساً لديوان جمرك بيروت.
رحل عام 1846 إلى حلب ودمشق والإسكندرية والقاهرة في أواخر أيام محمد علي باشا، ثم إلى ايطاليا، وكانت يومئذٍ أكثر دول أوروبا على علاقة بالشرق العربي، حيث زار مسارحها، وشهد تمثيل بعض المسرحيات فيها، فأدهشه ما في ذلك من المتعة والفائدة بتمثيل العبرة حتى يراها الناس بأم أعينهم، وخطر له أن ينقل هذا الفن إلى العربية لفائدة أبناء وطنه، فلما عاد إلى بيروت استقال من عمله في الجمرك، وتحرر من أسر الوظيفة لينصرف إلى التجارة وممارسة هوايته في التمثيل، جمع نخبة من أصدقائه الشبان النجباء الأدباء، وأخذ يعلمهم أصول التمثيل وألف مسرحية «البخيل» التي اقتبسها عن موليير، من خمسة فصول، وهي أول مسرحية هزلية انتقاديه وضعت في اللغة العربية، وعلمهم أدوارها حتى أتقنوها ومثلوها في بيته في التاسع من شباط عام 1848 في ليلة حضرها قناصل الدول الأجنبية، وأعيان مدينة بيروت، فأعجبوا بما شاهدوه من دقة التمثيل وإتقان التأليف، مع حداثة هذا الفن، وشاع خبر ذلك حتى تناقلته الصحف الأجنبية، وقد زاده هذا النجاح نشاطاً وإقداماً، فألف مسرحية «أبو الحسن المغفل» أو «هارون الرشيد» -وهي مسرحية هزلية ملحنة في ثلاثة فصول- ومثلها في بيته أيضاً أواخر عام 1850، ودعا إلى حضورها والي سورية، وبعض الوزراء ورجال الدولة، وكانوا يومئذٍ في بيروت، فأعجبوا بها، وأثنوا على نشاط مؤلفها، وبعد أن تذوق الجمهور حلاوة هذا الفن الجميل، انشأ مسرحاً خاصاً بالتمثيل بجانب منزله خارج «باب السراي» بفرمان سلطاني، ومثل فيه مسرحيته الثالثة «الحسود السليط» وهي مسرحية كثيرة الفكاهة والعبرة، وقد أوصى أن يحول هذا المسرح بعد وفاته إلى كنيسة، وحذا في مسرحياته هذه حذو الكاتب الفرنسي موليير.
لقد مارس مارون النقاش فن التمثيل مع تعاطي أعماله التجارية، حباً بهذا الفن الذي أولع به وكذلك سائر أصدقائه، وكانوا في بادىء الأمر يتزلفون إلى الناس ليحضروا تمثيلهم، ثم صاروا يتقاطرون إليهم، وقد نبغت منهم بعد ذلك جماعة من كبار الوجهاء وأهل الأدب، ولو مد الله في عمره لكان لفن التمثيل شأن آخر، ولكنه توفي عام 1855 في «طرسوس» بتركيا، وكان قد سافر إليها لبعض أعماله التجارية، وهو لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من عمره، ثم نقلت رفاته بعد ذلك إلي بيروت ودفن فيها عام 1856 فقال أخوه المحامي نقولا النقاش مؤرخاً وفاته:
ناديت مذ عاد سؤالي منتهى الأمل
«طرسوس» لا ناقتي فيها ولا جملي
عوداً كبدر تولاه الخسوف لذا
ها قد أرخت، سناه غير مكتملٍ

هذا ولمارون النقاش عدا مسرحياته قصائد متفرقة ورسائل جمع أخوه نقولا النقاش بعضها في آخر كتاب «أرزة لبنان» الذي طبع في بيروت عام 1869، وضم مسرحياته الثلاث، منها قصيدة في نحو مئتي بيت في علم العروض والقوافي. ومن نظمه قصيدة قالها في الشاعر الفرنسي لامارتين 1790-1869 الذي زار لبنان عام 1833 وهي بعنوان «كوكب المغرب».
لقد نبغ أكثر من واحد في فن التمثيل من أسرة النقاش غير مارون، منهم أخوه نقولا النقاش وابن أخيه سليم خليل النقاش الذي عمل مع أديب اسحق (1856-1885) في التأليف والتمثيل المسرحي في الاسكندرية.

من طرف علوش الثلاثاء أغسطس 18, 2009 6:36 am

شكرا لك أستاذ مولود على هذه المقالة
ولكن سؤال؟
.لماذا بدأت بمارون النقاش

وشكرا علوش

من طرف مولود داؤد الثلاثاء أغسطس 18, 2009 6:51 am

أهلين علوش :
شكرا لمرورك على الموضوع .. طبعا بدأت بمارون النقاش لأنه يعتبر الرائد الأول للمسرح العربي فعبره وصل المسرح إلى بلاد الشام في منتصف القرن التاسع عشر وسأتابع عن بقية الرواد الذين عملوا على خلق المسرح انطلاقا من مشاهداتهم خلال أسفارهم أو من تراث بلدانهم ..لذلك أصبحوا رواداً وأنت تعرف على الأكيد معنى كلمة ريادة