دخول
مواضيع مماثلة
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 423 بتاريخ الجمعة أكتوبر 25, 2024 2:31 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
"إباء الخطيب": لا أبحث عن كلمات قصيدتي
فنون سلمية :: منوعات :: فـنـانـونا
صفحة 1 من اصل 1
"إباء الخطيب": لا أبحث عن كلمات قصيدتي
"إباء الخطيب": لا أبحث عن كلمات قصيدتي
قد تكون مجرد شاعرة من شعراء مدينة "سلمية" الكثيرين، وقد تكون مجرد هاوية، وقد لا تعجب كلماتها الكثيرين، لكنها استطاعت أن تضع اسمها بين الذين يحق لمدينتها أن تفتخر بهم، فقد نالت العديد من المراتب على مستوى القطر، وأيضاً نما ذلك الفخر ليشمل كل بلدها عندما فازت على مستوى الوطن العربي بمسابقة عشق الكلمات على الهواء مباشرة، فقد خُطّ تحت صورتها: الشاعرة الفائزة "إباء مصطفى الخطيب" من سورية.
مدونة وطن eSyria التقى الشاعرة الشابة "إباء الخطيب" وذلك ضمن زيارتنا لها في بيتها المترامي على أطراف "سلمية".
هناك حدثتنا "إباء" عن أولى خطواتها على درب الأدب فقالت: «عندما ينطق الطفل حروفه الأولى، تنطق معه الموهبة إن كان من المحظوظين بها، لذلك لا أتذكر خط البداية ولكن أذكر أني كنت أبعثر على الورق كلمات أطلقت عليها اسم قصيدة، وذلك كان في بدايات عامي الرابع أو ربما قبل ذلك بقليل».
كثير من أصحاب المواهب لا يتم اكتشافهم ولا يستثمرون مواهبهم، هذا ما دفعنا لنسأل "إباء الخطيب" عن الذي نقلها من طور الموهبة المجردة إلى طور الكتابة الحقيقية، الأمر الذي أوضحته بقولها: «بالدرجة الأولى كان الفضل في أن تعبّر هذه الموهبة عن نفسها لوالدَيّ اللذين صفقا بحب لبدايتي، فكانت كل محاولة هي مشروع قصيدة ومشروع حلم، كما لقيت التشجيع من العائلة جميعها متمثلة بعمومتي وأخوالي، مثلاً عمتي "ميادة" كانت دائما تحفظني أبيات من قصائد كثيرة مما أعطاني ذخيرة أستند عليها في كتاباتي الأولى».
وأضافت قائلة: «أذكر حادثة أنهم فقدوني مرة في مزرعة العائلة في يومٍ عاصفٍ وماطر، فوجدوني خلف البيت ملتصقة على الجدار من شدة الرياح وأردد أبيات القصيدة المعروفة التي مطلعها "سقف بيتي حديد، ركن بيتي حجر"، مخاطبة بها الأشجار والطبيعة، والمفاجئ لهم أنني كنت أدرك معاني الكلمات وأنا لم أكن قد أتممت الخامسة من عمري».
تعتقد "إباء" أنه إذا لم يتم الاهتمام بالموهبة وبتطويرها فإن صاحبها سيلجأ لدفنها بأقرب فرصة ممكنة، لذلك حدثتنا عن العوامل التي ساهمت في تطوير أبياتها الشعرية فقالت: «إن أخوالي بشكل عام ذوو اهتمامات ثقافية نوعية، وشعرية بشكل خاص، فالشعر كان ومازال يستحوذ على مكانة خاصة لديهم، وكان على رأس القائمة خالي الشاعر "منذر الشيحاوي"، الشخص الذي كنت أقرأ له قصائدي بعد كتابتها مباشرة ليفيدني برأيه، كما كان له الفضل في توجيهي إلى الإلقاء الجيد والابتعاد عن الأخطاء، من ناحية أخرى كنت أقرأ كثيراً من قصائد الشعراء الكبار الأمر الذي أعطاني دروساً في النفس الشعري».
من خلال ما سبق نلاحظ أن للعائلة دوراً كبيراً في حياتها إن كان على مستوى الشعر أو في الحياة العادية، ذلك ما أوضحته لنا "إباء الخطيب" حين قالت: « الاهتمام الأدبي في عائلتي الكبيرة امتد إلى بيتنا بشكل واضح، أي إن إخوتي "مي" و"علي" لديهم تذوق جيد جداً للشعر، فهُم قادرون على فهْم قصيدتي بشكل مثالي نوعاً ما، وآراؤهم كانت دائماً تساعدني وحتى تلهمني في بعض الأحيان».
وعن أمها تحديداً قالت: «لا أدري إن كنت أستطيع التعبير بالكلام العادي عن هذه السيدة العظيمة التي ضحت بشبابها وأفنت تفاصيل جسدها في رعايتنا، وخاصة أن والدي رحل عنا باكراً جداً، فقد جاءت وفاته عندما كنت في العاشرة من عمري فقط، لكن الوالدة- حفظها الله- لم تتح لنا مجالاً
لأن نشعر بأي نقص أكان على الصعيد المادي أم النفسي، أم حتى على صعيد الشعر فهي امرأة تتمتع بثقافة عالية وحس أدبي مرهف لتأثرها بأسرتها، لذلك كانت ولا تزال الملهمة الحقيقية في أي بيت أخط حروفه وفي أي نجاح أصل إليه».
أيضاً تحدثنا عن أن كثيراً من الشعراء لديهم أوقات ومناسبات خاصة تتجرأ فيها الأقلام على البوح، الشيء الذي كان مختلفاً لدى "إباء" فقد قالت: «لا أبحث عن كلمات تصف الحالة التي سأخطها شعراً، لأن الشعر لغة نابعة عن الروح، فهي المسؤولة الوحيدة عنه وعن امتداد أفقه وتألق درره، لذلك أتركها هي تأمر القلم اللطيف أن يرسم ما بداخلها حروفاً وأبيات».
وعما تتميز به أبياتها قالت: «طبعاً حتى يكون الأديب أو الفنان مميزاً، لا بد أن يكون له لمسة خاصة تلون ما يقدمه لنا بلون يعبر عن روحه هو، وأنا بشكل تلقائي كانت أغلب كتاباتي مشبعة بحالات وجدانية تعبر عن عاطفة ما كامنة دائماً بين أنفاسي، الشيء الذي أتمنى أن يحظى برضا القراء وإعجابهم، فالقارئ فقط هو من يقيم قصائدي، ولا أحد سواه».
"إباء الخطيب" متزوجة منذ أقل من عام، وقد رزقت بطفلة سمتها "جمان"، لذلك فقد سألناها عن مدى صعوبة التوفيق بين واجباتها الأسرية وواجباتها الأدبية فأجابت: «من خلال تجربتي أعتقد أن المرأة إذا وفقت باختيارها لزوجها فمن الممكن أن يكون دافعاً لها، وأستغل كلامي هذا لأشكر زوجي الطبيب "علي ديوب" الذي يقف إلى جانبي دائماً ويشجعني باستمرار، لكن مهما حاولت التوفيق فإن الأعباء الحياتية وازدحام المشاغل لابد أن تشغلني بعيداً عن التفرغ للشعر والكتابة، لذلك أنوي في الفترة القادمة أن أجد سبيلاً لأخصص جزءاً من وقتي للشعر، لأنني أعترف بتقصيري الكبير، والذي قد يشكل خطورة إذا استمر كثيراً».
هناك من يقول إن للشاعر زاوية خاصة للرؤية، هذا ما اهتمت "إباء" بالحديث عنه حين قالت: «ليس فقط الشاعر بل أي فنان كان، لأنه أكثر الناس قدرة على تفهم أساليب الناس في الحياة، ولا بد أن يتأثر هذا الجانب بطبيعة الحياة التي يعيشها، لكن بشكل عام فإن الشاعر لا يهمل أي شيء يمر أمامه في الحياة، فأبسط الأمور يمكنها أن تحرك عنده شيئاً كبيراً من المشاعر لخلق القصيدة، وبنفس الوقت كثيراً ما يبسط أشياءً يراها الناس مسيطرة عليهم من أهميتها».
الشاعرة "إباء الخطيب" حققت الكثير من المراتب خلال حياتها، وقد قالت في ذلك: «كان لي تجارب هامة في حياتي إن كان عن طريق "شبيبة الثورة" أو "طلائع البعث" أو حتى المجالات الأخرى، وفي أغلبها كنت من الناجحات وحصلت على المراتب العالية، وآخر ذلك كانت مسابقة "عشق الكلمات" على قناة MBC الفضائية، المسابقة التي كانت أضخم ما شاركت به من سباقات، حيث كان هناك بث أسبوعي لإحدى قصائدي، إضافة إلى تصويت الجمهور الذي وقف معي طوال
فترة البرنامج حتى تم تتويجي في النهاية كأفضل شاعرة من فئة الشعر الفصيح».
وعلقت قائلة: «أود أن أستغل نافذة مدونة وطن لأقدم شكري الجزيل لكل من تفاعل معي وصوت لي في هذه المسابقة، فقد اكتشفت أن الكثير من المواقع الإلكترونية والمنتديات الأدبية والاجتماعية كانت تقيم لي حملات إعلانية وأنا لا أدري، فشكراً لهم جميعاً».
طبعاً لا بد أن يكون هناك دوافع خاصة وراء هذه النجاحات، وقد تحدثت "إباء" عن هذا الموضوع فقالت: «أعتقد أن ذلك يعود إلى أني كنت وما زلت أملك رغبة باطنية بالتميز، الشيء الذي أعطاني دافعاً لأكون في المراتب الأولى رغم الكثير من الصعوبات التي واجهتني مثلي مثل أي صاحب موهبة في هذا الزمان، وأنا أسعى لتطوير نفسي بشكل دائم حتى أحقق نجاحات في حياتي».
وفي توضيح أكثر عن المشاكل التي تواجه المواهب اليوم قالت: «أكثر ما يعانيه المبدعون في هذا الوقت هو قلة مساحات الضوء التي تستحقها إبداعاتهم، فهناك الكثير من المواهب الهامة تعيش وتموت دون أن يسمع بها أحد، والمشكلة أن أحد أصحابها ممكن أن يمتلك إبداعاً أكبر بكثير من بعض من خلدهم التاريخ، لكن الضوء كان أبخل من أن يسقط فوق رأسه».
ملهمة "إباء"، والدتها السيدة "وفاء الشيحاوي" تحدثت لنا عن طفولة ابنتها المميزة فقالت: «"إباء" تميزت بأنها نطقت بشكل مبكر جداً أي قبل إتمامها العام الأول، والأهم في ذلك هو أنها نطقت الحروف والكلمات كاملة دون أن تلثغ بأي حرف كان حتى الأحرف اللثوية، أي إنها برأيي كانت تحمل موهبتها منذ شهور عمرها الأولى».
وأضافت قائلة: «بدأت "إباء" بالكتابة باكراً قبل دخولها المدرسة النظامية، ولاحقاً شاركت بالمسابقات التي أقامتها "طلائع البعث" وفازت بالريادة على مستوى المحافظة والقطر رغم تدخل المحسوبيات الواضح في بعض المسابقات، وقد كنا نفاجأ بصياحها "أنا فزت" من مدخل البيت عند وصولها، وحتى عندما كبرت فإن هذه الصرخة لم تبتعد عنا كثيراً، فقد كنا نسمعها من حين لآخر كلما شاركت "إباء" بمسابقة جديدة».
وفي النهاية نذكر ببعض الإنجازات التي حققتها "إباء الخطيب" على مستوى الأدب:
• المركز الأول على مستوى محافظة "حماة" ضمن مسابقات منظمة الطلائع في مجال التعبير الأدبي عام 1995.
• المركز الأول على مستوى القطر السوري ضمن مسابقات منظمة الطلائع في مجال الفصاحة والخطابة لعام 1996.
• المركز الأول على مستوى القطر السوري في مسابقات منظمة شبيبة الثورة لمرتين متتاليتين في العامين 2005 - 2006 في مجال "الشعر" فئة "سكني آ".
• المركز الأول على مستوى العرب في مجال الشعر في ثلاث سنين متتالية 2004-2005-2006 في مسابقات المخيم الثقافي العربي الذي يقمه اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية.
• الفائزة في الموسم الثالث لمسابقة "عشق الكلمات" على قناة MBC ضمن برنامج "صباح الخير يا عرب" وذلك في فئة "الشعر الفصيح".
• شاركت في
عشرات الأمسيات الأدبية والمهرجانات الشعرية على امتداد المحافظات السورية.
• وهي اليوم تحضر لطباعة ديوانها الشعري الأول.
ولا بد لنا من أن نهدي قراء مدونة وطن التي كانت "إباء" زميلة لنا فيه قصيدة من قصائدها المميزة وهي قصيدة "أمي" التي كتبتها مؤخراً:
وما زال الشذى يحبو مدى روحي ليلقاكِ/ وآلــهة المـدى تحــنــو لتلـثم خيـرَ يمنـــــــاكِ/ ومازلت التي أنسلّ قبل الفـجر من قلقي/ لأنقشَ بالرضا ضلعي بما في الأمس أرضاكِ/ ومازالت رؤاك البيضُ قرب النبع تزرعني/ ومــازلـت التـي أخشـى سنيــن القحــط لولاكِ/ إذا ما حرت بين الورد أدنو كي أناجيَه/ فـتــذبــلُ كــــلُّ ذاكــرةٍ وكــــلُّ الــــورد إلاكِ/ وكم أهوى متى يمشي بنانك ملهماً كتفي/ فما أحــلى الذي يـنــمو على كتفي.. وأحــلاكِ/ وإن أمطرت مني الروح فاض الخير في غدها/ فمــن أعطــاك ديـمـتــه ومن بالروح أوصاكِ/ ومنذا عنك يُغـنـيني؟ فأنت الخبز أنت الوِرْدُ من في ذا يشكّـكُ بـي سقيــمُ الفكر حاشــاكِ/ وأنت منابر النجوى وأنت الشعر سحر القولِ مطلعُهُ وأنـت التـاج فوق الرأس مرســـاكِ/ فسبحـان الذي في البرد بالتحنـانِ أشعلكِ/ وسبحــان الذي في الليــل كلَّ النور أعطـــاكِ.
علي الخطيب
السبت 27 آذار 2010قد تكون مجرد شاعرة من شعراء مدينة "سلمية" الكثيرين، وقد تكون مجرد هاوية، وقد لا تعجب كلماتها الكثيرين، لكنها استطاعت أن تضع اسمها بين الذين يحق لمدينتها أن تفتخر بهم، فقد نالت العديد من المراتب على مستوى القطر، وأيضاً نما ذلك الفخر ليشمل كل بلدها عندما فازت على مستوى الوطن العربي بمسابقة عشق الكلمات على الهواء مباشرة، فقد خُطّ تحت صورتها: الشاعرة الفائزة "إباء مصطفى الخطيب" من سورية.
مدونة وطن eSyria التقى الشاعرة الشابة "إباء الخطيب" وذلك ضمن زيارتنا لها في بيتها المترامي على أطراف "سلمية".
هناك حدثتنا "إباء" عن أولى خطواتها على درب الأدب فقالت: «عندما ينطق الطفل حروفه الأولى، تنطق معه الموهبة إن كان من المحظوظين بها، لذلك لا أتذكر خط البداية ولكن أذكر أني كنت أبعثر على الورق كلمات أطلقت عليها اسم قصيدة، وذلك كان في بدايات عامي الرابع أو ربما قبل ذلك بقليل».
كثير من أصحاب المواهب لا يتم اكتشافهم ولا يستثمرون مواهبهم، هذا ما دفعنا لنسأل "إباء الخطيب" عن الذي نقلها من طور الموهبة المجردة إلى طور الكتابة الحقيقية، الأمر الذي أوضحته بقولها: «بالدرجة الأولى كان الفضل في أن تعبّر هذه الموهبة عن نفسها لوالدَيّ اللذين صفقا بحب لبدايتي، فكانت كل محاولة هي مشروع قصيدة ومشروع حلم، كما لقيت التشجيع من العائلة جميعها متمثلة بعمومتي وأخوالي، مثلاً عمتي "ميادة" كانت دائما تحفظني أبيات من قصائد كثيرة مما أعطاني ذخيرة أستند عليها في كتاباتي الأولى».
وأضافت قائلة: «أذكر حادثة أنهم فقدوني مرة في مزرعة العائلة في يومٍ عاصفٍ وماطر، فوجدوني خلف البيت ملتصقة على الجدار من شدة الرياح وأردد أبيات القصيدة المعروفة التي مطلعها "سقف بيتي حديد، ركن بيتي حجر"، مخاطبة بها الأشجار والطبيعة، والمفاجئ لهم أنني كنت أدرك معاني الكلمات وأنا لم أكن قد أتممت الخامسة من عمري».
تعتقد "إباء" أنه إذا لم يتم الاهتمام بالموهبة وبتطويرها فإن صاحبها سيلجأ لدفنها بأقرب فرصة ممكنة، لذلك حدثتنا عن العوامل التي ساهمت في تطوير أبياتها الشعرية فقالت: «إن أخوالي بشكل عام ذوو اهتمامات ثقافية نوعية، وشعرية بشكل خاص، فالشعر كان ومازال يستحوذ على مكانة خاصة لديهم، وكان على رأس القائمة خالي الشاعر "منذر الشيحاوي"، الشخص الذي كنت أقرأ له قصائدي بعد كتابتها مباشرة ليفيدني برأيه، كما كان له الفضل في توجيهي إلى الإلقاء الجيد والابتعاد عن الأخطاء، من ناحية أخرى كنت أقرأ كثيراً من قصائد الشعراء الكبار الأمر الذي أعطاني دروساً في النفس الشعري».
من خلال ما سبق نلاحظ أن للعائلة دوراً كبيراً في حياتها إن كان على مستوى الشعر أو في الحياة العادية، ذلك ما أوضحته لنا "إباء الخطيب" حين قالت: « الاهتمام الأدبي في عائلتي الكبيرة امتد إلى بيتنا بشكل واضح، أي إن إخوتي "مي" و"علي" لديهم تذوق جيد جداً للشعر، فهُم قادرون على فهْم قصيدتي بشكل مثالي نوعاً ما، وآراؤهم كانت دائماً تساعدني وحتى تلهمني في بعض الأحيان».
وعن أمها تحديداً قالت: «لا أدري إن كنت أستطيع التعبير بالكلام العادي عن هذه السيدة العظيمة التي ضحت بشبابها وأفنت تفاصيل جسدها في رعايتنا، وخاصة أن والدي رحل عنا باكراً جداً، فقد جاءت وفاته عندما كنت في العاشرة من عمري فقط، لكن الوالدة- حفظها الله- لم تتح لنا مجالاً
لإلقائها روح خاصة |
أيضاً تحدثنا عن أن كثيراً من الشعراء لديهم أوقات ومناسبات خاصة تتجرأ فيها الأقلام على البوح، الشيء الذي كان مختلفاً لدى "إباء" فقد قالت: «لا أبحث عن كلمات تصف الحالة التي سأخطها شعراً، لأن الشعر لغة نابعة عن الروح، فهي المسؤولة الوحيدة عنه وعن امتداد أفقه وتألق درره، لذلك أتركها هي تأمر القلم اللطيف أن يرسم ما بداخلها حروفاً وأبيات».
وعما تتميز به أبياتها قالت: «طبعاً حتى يكون الأديب أو الفنان مميزاً، لا بد أن يكون له لمسة خاصة تلون ما يقدمه لنا بلون يعبر عن روحه هو، وأنا بشكل تلقائي كانت أغلب كتاباتي مشبعة بحالات وجدانية تعبر عن عاطفة ما كامنة دائماً بين أنفاسي، الشيء الذي أتمنى أن يحظى برضا القراء وإعجابهم، فالقارئ فقط هو من يقيم قصائدي، ولا أحد سواه».
"إباء الخطيب" متزوجة منذ أقل من عام، وقد رزقت بطفلة سمتها "جمان"، لذلك فقد سألناها عن مدى صعوبة التوفيق بين واجباتها الأسرية وواجباتها الأدبية فأجابت: «من خلال تجربتي أعتقد أن المرأة إذا وفقت باختيارها لزوجها فمن الممكن أن يكون دافعاً لها، وأستغل كلامي هذا لأشكر زوجي الطبيب "علي ديوب" الذي يقف إلى جانبي دائماً ويشجعني باستمرار، لكن مهما حاولت التوفيق فإن الأعباء الحياتية وازدحام المشاغل لابد أن تشغلني بعيداً عن التفرغ للشعر والكتابة، لذلك أنوي في الفترة القادمة أن أجد سبيلاً لأخصص جزءاً من وقتي للشعر، لأنني أعترف بتقصيري الكبير، والذي قد يشكل خطورة إذا استمر كثيراً».
هناك من يقول إن للشاعر زاوية خاصة للرؤية، هذا ما اهتمت "إباء" بالحديث عنه حين قالت: «ليس فقط الشاعر بل أي فنان كان، لأنه أكثر الناس قدرة على تفهم أساليب الناس في الحياة، ولا بد أن يتأثر هذا الجانب بطبيعة الحياة التي يعيشها، لكن بشكل عام فإن الشاعر لا يهمل أي شيء يمر أمامه في الحياة، فأبسط الأمور يمكنها أن تحرك عنده شيئاً كبيراً من المشاعر لخلق القصيدة، وبنفس الوقت كثيراً ما يبسط أشياءً يراها الناس مسيطرة عليهم من أهميتها».
الشاعرة "إباء الخطيب" حققت الكثير من المراتب خلال حياتها، وقد قالت في ذلك: «كان لي تجارب هامة في حياتي إن كان عن طريق "شبيبة الثورة" أو "طلائع البعث" أو حتى المجالات الأخرى، وفي أغلبها كنت من الناجحات وحصلت على المراتب العالية، وآخر ذلك كانت مسابقة "عشق الكلمات" على قناة MBC الفضائية، المسابقة التي كانت أضخم ما شاركت به من سباقات، حيث كان هناك بث أسبوعي لإحدى قصائدي، إضافة إلى تصويت الجمهور الذي وقف معي طوال
تلقي مباشرة عبر قناة MBC |
وعلقت قائلة: «أود أن أستغل نافذة مدونة وطن لأقدم شكري الجزيل لكل من تفاعل معي وصوت لي في هذه المسابقة، فقد اكتشفت أن الكثير من المواقع الإلكترونية والمنتديات الأدبية والاجتماعية كانت تقيم لي حملات إعلانية وأنا لا أدري، فشكراً لهم جميعاً».
طبعاً لا بد أن يكون هناك دوافع خاصة وراء هذه النجاحات، وقد تحدثت "إباء" عن هذا الموضوع فقالت: «أعتقد أن ذلك يعود إلى أني كنت وما زلت أملك رغبة باطنية بالتميز، الشيء الذي أعطاني دافعاً لأكون في المراتب الأولى رغم الكثير من الصعوبات التي واجهتني مثلي مثل أي صاحب موهبة في هذا الزمان، وأنا أسعى لتطوير نفسي بشكل دائم حتى أحقق نجاحات في حياتي».
وفي توضيح أكثر عن المشاكل التي تواجه المواهب اليوم قالت: «أكثر ما يعانيه المبدعون في هذا الوقت هو قلة مساحات الضوء التي تستحقها إبداعاتهم، فهناك الكثير من المواهب الهامة تعيش وتموت دون أن يسمع بها أحد، والمشكلة أن أحد أصحابها ممكن أن يمتلك إبداعاً أكبر بكثير من بعض من خلدهم التاريخ، لكن الضوء كان أبخل من أن يسقط فوق رأسه».
ملهمة "إباء"، والدتها السيدة "وفاء الشيحاوي" تحدثت لنا عن طفولة ابنتها المميزة فقالت: «"إباء" تميزت بأنها نطقت بشكل مبكر جداً أي قبل إتمامها العام الأول، والأهم في ذلك هو أنها نطقت الحروف والكلمات كاملة دون أن تلثغ بأي حرف كان حتى الأحرف اللثوية، أي إنها برأيي كانت تحمل موهبتها منذ شهور عمرها الأولى».
وأضافت قائلة: «بدأت "إباء" بالكتابة باكراً قبل دخولها المدرسة النظامية، ولاحقاً شاركت بالمسابقات التي أقامتها "طلائع البعث" وفازت بالريادة على مستوى المحافظة والقطر رغم تدخل المحسوبيات الواضح في بعض المسابقات، وقد كنا نفاجأ بصياحها "أنا فزت" من مدخل البيت عند وصولها، وحتى عندما كبرت فإن هذه الصرخة لم تبتعد عنا كثيراً، فقد كنا نسمعها من حين لآخر كلما شاركت "إباء" بمسابقة جديدة».
وفي النهاية نذكر ببعض الإنجازات التي حققتها "إباء الخطيب" على مستوى الأدب:
• المركز الأول على مستوى محافظة "حماة" ضمن مسابقات منظمة الطلائع في مجال التعبير الأدبي عام 1995.
• المركز الأول على مستوى القطر السوري ضمن مسابقات منظمة الطلائع في مجال الفصاحة والخطابة لعام 1996.
• المركز الأول على مستوى القطر السوري في مسابقات منظمة شبيبة الثورة لمرتين متتاليتين في العامين 2005 - 2006 في مجال "الشعر" فئة "سكني آ".
• المركز الأول على مستوى العرب في مجال الشعر في ثلاث سنين متتالية 2004-2005-2006 في مسابقات المخيم الثقافي العربي الذي يقمه اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية.
• الفائزة في الموسم الثالث لمسابقة "عشق الكلمات" على قناة MBC ضمن برنامج "صباح الخير يا عرب" وذلك في فئة "الشعر الفصيح".
• شاركت في
فائزة في "عشق الكلمات" |
• وهي اليوم تحضر لطباعة ديوانها الشعري الأول.
ولا بد لنا من أن نهدي قراء مدونة وطن التي كانت "إباء" زميلة لنا فيه قصيدة من قصائدها المميزة وهي قصيدة "أمي" التي كتبتها مؤخراً:
وما زال الشذى يحبو مدى روحي ليلقاكِ/ وآلــهة المـدى تحــنــو لتلـثم خيـرَ يمنـــــــاكِ/ ومازلت التي أنسلّ قبل الفـجر من قلقي/ لأنقشَ بالرضا ضلعي بما في الأمس أرضاكِ/ ومازالت رؤاك البيضُ قرب النبع تزرعني/ ومــازلـت التـي أخشـى سنيــن القحــط لولاكِ/ إذا ما حرت بين الورد أدنو كي أناجيَه/ فـتــذبــلُ كــــلُّ ذاكــرةٍ وكــــلُّ الــــورد إلاكِ/ وكم أهوى متى يمشي بنانك ملهماً كتفي/ فما أحــلى الذي يـنــمو على كتفي.. وأحــلاكِ/ وإن أمطرت مني الروح فاض الخير في غدها/ فمــن أعطــاك ديـمـتــه ومن بالروح أوصاكِ/ ومنذا عنك يُغـنـيني؟ فأنت الخبز أنت الوِرْدُ من في ذا يشكّـكُ بـي سقيــمُ الفكر حاشــاكِ/ وأنت منابر النجوى وأنت الشعر سحر القولِ مطلعُهُ وأنـت التـاج فوق الرأس مرســـاكِ/ فسبحـان الذي في البرد بالتحنـانِ أشعلكِ/ وسبحــان الذي في الليــل كلَّ النور أعطـــاكِ.
مراد فطوم- إداري فنون
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 945
درجات : 7361
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
العمر : 35
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(100/100)
مواضيع مماثلة
» تتويج إباء الخطيب وآية الحراحشة ملكتين في "عشق الكلمات"
» شاعرة سلمية "إباء الخطيب" تتأهل في عشق الكلمات على mbc
» لآخر مرة .. صوتوا وانتظروا "إباء الخطيب" من دبي
» شاعرة سلمية "إباء الخطيب" تتأهل في عشق الكلمات على mbc
» لآخر مرة .. صوتوا وانتظروا "إباء الخطيب" من دبي
فنون سلمية :: منوعات :: فـنـانـونا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011