كنا ولم نكون

كنا ولم نكون



باقيةٌ رغم الحِصار كلماتُكَ المشتاقة تحلمُ بالعبور, باقيةٌ بين القطبان تُسجنُ مع حنانك تحنُ للسرور, باقيةٌ في غيابك أشتاقُ حتى تنتهي الأيام من عمري.. لقد عرفتُ أنك تودعني لكنني لم أتخيل بُعداً يُعذبُ أكثر من النار التي حرقت كل أوراقنا وبقيت سماداً للقبور, لقد أحسست.. كما بكيت.. لقد سئمت لكنني بصدقٍ اشتقت لحزنك لأَحزن.. هل سأنتظرُ الأيام تخبرني سبب انقطاعك عني, أم أنك أعلنت انسحابك واستسلامك للحياة وببرادة دمٍ غادرت.. أتريد القول كنا ولم نكون؟! هل أبحثُ عنك في السماء أم في الأرض فلا أعرفُ لك سوى الخوف الأسير فإما للحياة أم للموت نفسك ندرت؟! أرجوك لقد تعبتُ من الغوص في أفكاري فأنا في الحياة أبحثُ عن موتٍ يجمعنا لو كُنت مُت؟! وأنا في الموتِ حيةً إن كنت على حُبي باقٍ كما وعدت.. وإن مات الغرام معك فسأقدمُ أوراق حُبنا للمحاكم بقضية حُبٍ ميت وأنت حبيبي ذو مصيرٍ مجهول.. فالسجنُ سجني والقاضي ربي والرحمة وكيلك والجنةُ هي مصيرك الأخير وأنا المجرمةُ التي قتلتك بحبها يوم الاثنين.. فهلا وداعاً يا روايات.. فهلا وداعاً يا سطور, هل انتهيتُ أنا في إعدام حروفي وأنت رحلت إلى بحرٍ انقطع فيه جسر العبور.. فأين أنت وربك ألا تعرف أن الحنين بعد الموت يأتي فلو الموت أخذك أين حنينك وأين قصة حُبنا وأوراقُ الزهور التي قطعناها وفي قدرنا رميناها وقررنا لحظة فراقنا أن نكسرها وأن نرشها فوق البذور.. وأن نسقيها دمعنا وأن نقطفها من جديد ونعودُ معاً حبيبين يتبادلون الورود.. فأين أنت رحلت وتركتني أحملُ تذكرتي وقد أطفأت أملي بدموعي التي نشرتها تبحث عنك فلا أجدُ مُهدأً يُجمدُ النار المشتعلة في الصدور.

كنا ولم نكون.. بقلم الكاتبة فاتنة نورس مزيد