حكاية عن بعض صفات السلموني القديم..وشهاماته.

من حديث للشيخ فارس العطور من بدو الموالي روى هذه الحادثة( في مضافة ) الامير علي أبي سليمان في سلمية قال:

(( كنا حوالي ثلاثمائة فارس في جهات قرية عقيربات نطلب طلبه ( غزو أو غنيمة ) و إذا بجماعة من فرساننا قد تحلقوا كتلة تضطرب من حين لآخر فسعيت إليهم بحصاني فوجدتهم قد تجمعوا على رجل حاسر الرأس ممسك بيده خنجرا يحامي به عن حمار يحمل صندوقين من العنب فأمرتهم أن يبتعدوا عنه فاقتربت من الرجل فلما رآني صاح بصوت عال : (( حيا الله الشيخ انظر هؤلاء عربك يريدون العنب فإذا كان بالطيب كل العنب فداء لهم و ان كان بالقوة كل حبة برجل )) .
فقال الشيخ (يا رجل من اي الناس أنت )) فصاح الرجل بصوت جهوري ((أنا سلموني على الخير والشر )) فقال الشيخ (حمى الله السلامنة أتبيع عنبك ))؟
فأجابه الرجل(كل العنب لك هدية )) قال فارس العطور وزعت العنب على الفرسان ومددت يدي فأخرجت من جيبي خمس ليرات ذهبية كثمن للعنب فما رأيت الرجل إلا و قد انتفض و صاح بصوت عال : (( خذ مالك أنت ضيفي و لاأريد ثمن الضيافة فنحن عرب و لنا كرامة )) .
و أرسل الامير علي وراء الرجال الذين اعتادوا ان يبيعوا العنب في الريف و عندما حضروا عرف الشيخ فارس أحدهم قائلا هذا مضيفنا و إذا به رجل من آل زهرة و بادره الشيخ فارس قائلا : (( يا رجل أكرمتنا بطيبك و نخوتك و نريد أن نكرمك فما رأيك ؟ )) , قال الرجل (( ما يراه الامير أبو علي سليمان )) .
و بعد أيام أرسل الشيخ فاري العطور اثنتي عشر غنمة و كبشا للرجل اكراما له على سابق كرمه و شهامته .