أقوياء بلا لحوم...

من طرف shadi al-sha'ar الأحد يناير 31, 2010 12:46 am

لقد أصر الزوجان هارفي ومارلين دياموند على تسخير الكثير من معطيات علمي التشريح ووظائف الأعضاء للقطع بأن البشر غير متكيفين أصلا للاغتذاء باللحوم وقد يكون ذلك صحيحا جزئيا, لكن التكيف للاغتذاء باللحوم لدى الإنسان لا يمكن مطابقته على الاغتذاء باللحوم لدى الحيوانات المفترسة, ففيما يُمرض اللحم المطبوخ ـ سلقا أو شيا أو قليا ـ اللواحم المفترسة, يكون أكثر ملاءمة للبشر إذ يتحول كثير من النسيج اللحمي أثناء الطهي إلى جيلاتين يسهل هضمه إضافة إلى القضاء على ما في اللحم النيء من مواد ضارة وجراثيم.
لكن إذا كانت المغالاة قد شابت مداخلة عدم التكيف التي خاض فيها الزوجان دياموند, فإن مهاجمتهما لأكل اللحوم استمرت أكثر نجاحا من زاوية أخرى, وقد بدآ ذلك بالقول: لاشك أن أكثر الناس يعتقدون أن عدم التهام طعام غني بالبروتين يوميا, وهو في عرفهم اللحوم والمنتجات الحيوانية, يمكن أن يؤدي إلى أمراض وتناذرات نقص البروتين. وثمة اعتقاد شائع بأن بروتين الجسم الإنساني يبنى من مصادر حيوانية, وهي مسألة في حاجة إلى تصحيح, فالبروتين يتكون من الأحماض الأمينية التي تشكل وحداته البنائية, وليس مصدرها الوحيد هو البروتين الحيواني, ويكفي أن نتـذكر في ذلـك الأفيال والخيول والغوريلات ووحيد القرن, فهذه كلها لا تقترب من اللحم أو البروتين الحيواني, ومع ذلك تكتنز أجسامها القوية كميات عظيمة من البروتين, ولا تعاني أمراض نقص البروتينات. وليس ببعيد عنا أمر تلك القطعان من الماشية التي ظلت تغمرنا بالبروتين من لحومها على مر التاريخ الطويل لالتهام اللحوم, ولم تعرف هذه القطعان في ذاتها أمراض نقص البروتينات, بل كانت تبني بروتيناتها وبروتيناتنا بالتالي وهي لا تأكل إلا النباتات.
وكأمثلة على أن أكل اللحوم ليس شرطا للصحة والقوة يتحدث مؤلفا سلسلة (لياقة من أجل الحياة) عن قرد (الأورانج أوتان) الذي لا يأكل غير الفواكه, وينام بمتوسط 6 ساعات يوميا فقط لاغير, والغوريلا التي لا تأكل غير الفواكه وأوراق البامبو وتنام بمتوسط يقارب نوم الإنسان العادي, وفيما حجمها يمثل ثلاثة أضعاف حجم الإنسان إلا أن قوتها تفوقه بثلاثين مرة وتستطيع أن تقلب سيارته وهو داخلها بدفعة واحدة من يديها!

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30