دخول
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 99 بتاريخ الأحد يوليو 30, 2017 3:26 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
سعد الله ونوس وكما أطلق عليه (( مسرحه التسجيلي ) ج 1
فنون سلمية :: فنون :: على الخشبة "مسرح"
صفحة 1 من اصل 1
سعد الله ونوس وكما أطلق عليه (( مسرحه التسجيلي ) ج 1
* سهرة مع أبي خليل القباني (1973)
وتصنف هذه المسرحية ضمن ما يسمى بالمسرح التسجيلي فهذه المسرحية تسجل نضال القباني
من أجل خلق مسرح عربي في بلاد الشام، وتصور الصعوبات التي يلاقيها من قوى رجعية
تحارب كل ما هو جديد خوفاً على مصالحها ونفوذها وينشب الصراع بين قوى التقدم والقوى
الرجعية..
يجمع القباني حوله مجموعة من هواة التمثيل ويكون معهم فرقة مسرحية، تقدم عروضها
لأهالي سوريا، وبعد نجاح هذه الفرقة يستأجر القباني "كازينو الطليان" ويجهزه ليصبح
مسرحاً تتوفر فيه شروط العرض المسرحي. ويلاقي مسرحه النجاح مما يثير حفيظة القوى
الرجعية وعلى رأسها الشيخ سعيد الغبرا الذي يدبر المؤامرات ضد القباني، ويؤلّب
الناس عليه، وبعد أخذ ورد يأمر السلطان العثماني بإغلاق مسرح القباني فيسارع الشيخ
سعيد إلى الشام، ويقود عملية إحراق المسرح، ووسط ذهول فرقة القباني، يهدئ القباني
من روعهم ويرفع معنوياتهم "حالنا أفضل من الذين يصفدونهم ويرمونهم في قاع البوسفور،
لو يئسنا فلن تقوم في هذه البلاد نهضة ولو بعد مئات السنين".
وبذلك تنتصر القوى الرجعية في معركتها ضد دعاة التطور والتقدم.
وهكذا فإن ونوس يريد وضع القارئ أو المتفرج أمام مسؤوليته، فإذا لم يقف إلى جانب
القوى التقدمية التي تدعو إلى التطور والتقدم فإن الغلبة حتماً ستكون للقوى
الرجعية.
ويقدم ونوس أحداث المسرحية على مستويين: المستوى الأول: وتدور أحداثه على خشبة مسرح
القباني حيث يجري تمثيل مسرحية القباني "هارون الرشيد مع غانم بن أيوب وقوت القلوب"
وقد جاء بمسرحية القباني كما هي مع إجراء تعديل طفيف في لغتها وبعض مواقفها، وقد
تضمن هذا المستوى من الحدث، الشعر والموسيقى والغناء، مثلما كان يفعل القباني في
مسرحه.
أما في المستوى الثاني يدور الحدث على ثلاثة محاور: المحور الأول في المقهى حيث
يلتقي المثقفون دعاة التحرر من الحكم التركي والاستقلال عن الدولة العثمانية.
أما المحور الثاني فيصور حلقة الذكر حيث يتجمع الشيخ سعيد الغبرا وأتباعه ويمثل هذا
المحور قوى التخلف التي تحارب كل جديد متطور.
والمحور الثالث يصور الأحداث التي تدور في مسرح القباني ونضاله من أجل إرساء فن
المسرح في سوريا، في مواجهة القوى التي تحارب وجود المسرح.
وهنالك محور آخر للرواية التاريخية حيث يتناوب المنادي مع الممثلة في رواية الوقائع
التاريخية لتلك المرحلة من الحياة في الشام..
وهكذا من خلال المستوى الأول يعرض سعد الله ونوس مادة وثائقية في سياق مسرحيته
ليقدم نموذجاً لمسرح القباني ويتعرف الجمهور على خصائص هذا المسرح وملامحه العربية
الأصيلة، وإن كان ونّوس قد أفاد من هذه المشاهد في كسر رتابة حدث مسرحيته بما
تتضمنه مسرحية القباني من شعر وأغان وموسيقى.
أما أحداث المستوى الثاني فتصور جهود القباني لإرساء فن المسرح في سوريا. إضافة إلى
تصوير صراع القوى الوطنية ضد الرجعيين والحكم التركي.
المسرح الملحمي
وفي هذا المسرح حاول ونّوس أن يزاوج بين حماسته لخلق مسرح عربي له خصوصيته، وما
وصل إليه المسرح الملحمي من شكل يختلف عن القوالب المسرحية الغربية المتعارف عليها
منذ قدماء اليونان، حتى العصر الحديث والوصول من خلاله إلى صيغة مسرحية تحمل الهوية
العربية وتتمتع بالأصالة.
والمسرح الملحمي من حيث الوظيفة يهدف إلى كشف الحقائق من خلال المتعة، ويدعو
المتفرجين إلى المشاركة في التغيير ويعتمد في توجهه على العقل لا الانفعال، وعلى
الفهم والمشاركة بالفكر لا الاندماج العاطفي.
وقد مال ونوس إلى استلهام قواعد المسرح الملحمي بعد تحوله عن الفكر الوجودي واتجاهه
نحو الاشتراكية العلمية ورأى أن المسرح الملحمي هو أصلح الصيغ التي يستطيع من
خلالها طرح فكره الاشتراكي. وفي نفس الوقت ايجاد الشكل المسرحي الذي ينبع من تراثنا
ويكون قريباً إلى نفس المتفرج العربي.
ولعل مسرحية الملك هو الملك هي خير مثال عن عمله في هذا النوع من المسرح، وهي مثل
المسرحيات السابقة في هذا الخط "الفيل يا ملك الزمان" و"مغامرة رأس المملوك جابر"
تتناول علاقة المواطن بالسلطة.
* الملك هو الملك
ويستلهم ونوس هذه التجربة من حكاية من حكايات "ألف ليلة وليلة" وتروي هذه الحكاية
أن هارون الرشيد قد ضجر ذات مرة، فقرر أن يصطحب وزيره في جولة ليلية، وأثناء
تجوالهما سمعا رجلاً يتمنى الوصول إلى الحكم ولو ليوم واحد، حتى يحقق العدل ويقضي
على الظلم فيقرر الخليفة أخذه إلى القصر ليجعل منه خليفة ليوم واحد. لكن ونوس لم
يجعل قضيته تنتهي عند هذا الحد وإنما أضاف عليها، كما غير في بعض شخصيات الحكاية.
فأبو عزة الذي فقد ماله نتيجة لتآمر شهبندر التجار والشيخ طه عليه، لم يفقد ارتباطه
بطبقته، وحلمه الدائم أن ينتقم من الرجلين اللذين ضيعا ماله وجعلاه فقيراً حتى
اضطرت زوجته للعمل في البيوت من أجل تدبير معيشة الأسرة.
ويعيش مع الأسرة "عبيد" الثائر الهارب من السجن، وقد تنكر في هيئة متسول. وتقوم عزة
برعايته حتى تكتشف هويته وتقع في حبه. وهنا كما في حكاية ألف ليلة وليلة فالملك
يصاب بالضجرفيبحث عن تسلية من لون جديد، فهو يريد أن يداعب الناس ويسخر منهم.
ويخرج الملك مع وزيره للتجول في المدينة، ويذهبان إلى بيت أبي عزة ويجدانه مخموراً،
ويقنعانه بأنهما يرغبان في اصطحابه للمؤانسة، وفي قصر الملك يدسون لأبي عزة المنوم
في الشراب، ثم يحملونه إلى مخدع الملك. ويشرح الملك لعرقوب، اللعبة التي يقوم بها
مع سيده. وفي الصباح يستيقظ أبو عزة، ويجد نفسه في مخدع الملك ويأتي الخدم ليلبسوه
رداء الملك، ومع كل قطعة يلبسها يقترب أكثر من شخصية الملك، أما عرقوب – خادمه –
فلم يستطع تقمص شخصية الوزير، لأنه يعلم أن أصحاب اللعبة يراقبونه ويعرفون حقيقته،
ويزداد تقمص أبي عزة لشخصية الملك، ويتمكن من إدارة الحكم بصورة تذهل كلاً من الملك
الحقيقي ووزيره. فقد استطاع أن يكتشف أسراراً خطيرة يخفيها عنه مقدم الأمن، كانت
تثير قلقاً لدى أعيان الدولة الذين يحاولون منذ مدة مفاتحة الملك بشأنها. وهنا يشعر
الملك الحقيقي المتواجد في القصر بضياع خيوط اللعبة من يديه، فلا أحد في القصر
يعرفه، حتى رجاله المقربين. ولم تستطع أم عزة أن تكتشف اللعبة ويحكم لها الملك
الجديد بخمسمائة درهم، تجري لها سنوياً من مال الوزير الخاص على أن تساق عزة إلى
بيت الوزير وله أن يتزوجها أو يأخذها جارية. وهنا يفقد الملك الحقيقي تماسكه، ويذهب
إلى زوجته الملكة، لكي تجلو الحقيقة لكنها تنكره وتسخر منه، فيفقد عقله.
أما الوزير فيستطيع من خلال مكره، استعادة ردائه، ومركزه. وينضم إلى الملك الجديد
في إدارة الحكم بحزم شديد، وبمزيد من البطش.
ويظل التنظيم السري الذي يمثله زاهد وعبيد ينتظر التوقيت المناسب للصدام مع الملك،
وهنا يحاول ونوس الإجابة عن تساؤل فيما إذا كان ممكناً إصلاح نظام الحكم الفاسد
بتغيير الحاكم من فرد إلى سواه؟ وإجابته واضحة وهي أن تغيير الأفراد لا يغير
الأنظمة، فطريق الإصلاح تتطلب تغيير الأنظمة الفردية من قواعدها. كما أنه يرفض
تقسيم المجتمع إلى طبقتين، طبقة تملك الحكم وتحكم وتستغل الآخرين، وطبقة لا تملك
وبالتالي لا تحكم، وهي طبقة يقع عليها الاستغلال. وإذا كان المشاهِد بعيداً عن
الأحداث السياسية في الحياة العامة، فإنه من خلال المسرح يحاول "تسييسه" أو توعيته
سياسياً.
والكاتب يقدم الأمل في المسرحية من خلال نماذج من الشعب تمتلك الرؤية الشاملة
والوعي الذي يؤهلها لعمل شيء ما. وهذا ما نلاحظه في شخصيتي زاهد وعبيد.
ورؤية ونّوس لمعاناة الشعوب في ظل أنظمة الحكم القائمة على الفردية وطغيان الملكية
تصدر عن منظور مادي جدلي. فهو يصور على لسان عبيد، كيفية ظهور مثل هذه الأنظمة بعد
أن كان الناس يعيشون أحراراً في مجتمعات كان يعم فيها الخير على الجميع.
ولاشك أن ونّوس في مسرحيته هذه يقودنا لطرح أسئلة مهمة كيف لا نحظى بحق تقديس
حريتنا.
وتصنف هذه المسرحية ضمن ما يسمى بالمسرح التسجيلي فهذه المسرحية تسجل نضال القباني
من أجل خلق مسرح عربي في بلاد الشام، وتصور الصعوبات التي يلاقيها من قوى رجعية
تحارب كل ما هو جديد خوفاً على مصالحها ونفوذها وينشب الصراع بين قوى التقدم والقوى
الرجعية..
يجمع القباني حوله مجموعة من هواة التمثيل ويكون معهم فرقة مسرحية، تقدم عروضها
لأهالي سوريا، وبعد نجاح هذه الفرقة يستأجر القباني "كازينو الطليان" ويجهزه ليصبح
مسرحاً تتوفر فيه شروط العرض المسرحي. ويلاقي مسرحه النجاح مما يثير حفيظة القوى
الرجعية وعلى رأسها الشيخ سعيد الغبرا الذي يدبر المؤامرات ضد القباني، ويؤلّب
الناس عليه، وبعد أخذ ورد يأمر السلطان العثماني بإغلاق مسرح القباني فيسارع الشيخ
سعيد إلى الشام، ويقود عملية إحراق المسرح، ووسط ذهول فرقة القباني، يهدئ القباني
من روعهم ويرفع معنوياتهم "حالنا أفضل من الذين يصفدونهم ويرمونهم في قاع البوسفور،
لو يئسنا فلن تقوم في هذه البلاد نهضة ولو بعد مئات السنين".
وبذلك تنتصر القوى الرجعية في معركتها ضد دعاة التطور والتقدم.
وهكذا فإن ونوس يريد وضع القارئ أو المتفرج أمام مسؤوليته، فإذا لم يقف إلى جانب
القوى التقدمية التي تدعو إلى التطور والتقدم فإن الغلبة حتماً ستكون للقوى
الرجعية.
ويقدم ونوس أحداث المسرحية على مستويين: المستوى الأول: وتدور أحداثه على خشبة مسرح
القباني حيث يجري تمثيل مسرحية القباني "هارون الرشيد مع غانم بن أيوب وقوت القلوب"
وقد جاء بمسرحية القباني كما هي مع إجراء تعديل طفيف في لغتها وبعض مواقفها، وقد
تضمن هذا المستوى من الحدث، الشعر والموسيقى والغناء، مثلما كان يفعل القباني في
مسرحه.
أما في المستوى الثاني يدور الحدث على ثلاثة محاور: المحور الأول في المقهى حيث
يلتقي المثقفون دعاة التحرر من الحكم التركي والاستقلال عن الدولة العثمانية.
أما المحور الثاني فيصور حلقة الذكر حيث يتجمع الشيخ سعيد الغبرا وأتباعه ويمثل هذا
المحور قوى التخلف التي تحارب كل جديد متطور.
والمحور الثالث يصور الأحداث التي تدور في مسرح القباني ونضاله من أجل إرساء فن
المسرح في سوريا، في مواجهة القوى التي تحارب وجود المسرح.
وهنالك محور آخر للرواية التاريخية حيث يتناوب المنادي مع الممثلة في رواية الوقائع
التاريخية لتلك المرحلة من الحياة في الشام..
وهكذا من خلال المستوى الأول يعرض سعد الله ونوس مادة وثائقية في سياق مسرحيته
ليقدم نموذجاً لمسرح القباني ويتعرف الجمهور على خصائص هذا المسرح وملامحه العربية
الأصيلة، وإن كان ونّوس قد أفاد من هذه المشاهد في كسر رتابة حدث مسرحيته بما
تتضمنه مسرحية القباني من شعر وأغان وموسيقى.
أما أحداث المستوى الثاني فتصور جهود القباني لإرساء فن المسرح في سوريا. إضافة إلى
تصوير صراع القوى الوطنية ضد الرجعيين والحكم التركي.
المسرح الملحمي
وفي هذا المسرح حاول ونّوس أن يزاوج بين حماسته لخلق مسرح عربي له خصوصيته، وما
وصل إليه المسرح الملحمي من شكل يختلف عن القوالب المسرحية الغربية المتعارف عليها
منذ قدماء اليونان، حتى العصر الحديث والوصول من خلاله إلى صيغة مسرحية تحمل الهوية
العربية وتتمتع بالأصالة.
والمسرح الملحمي من حيث الوظيفة يهدف إلى كشف الحقائق من خلال المتعة، ويدعو
المتفرجين إلى المشاركة في التغيير ويعتمد في توجهه على العقل لا الانفعال، وعلى
الفهم والمشاركة بالفكر لا الاندماج العاطفي.
وقد مال ونوس إلى استلهام قواعد المسرح الملحمي بعد تحوله عن الفكر الوجودي واتجاهه
نحو الاشتراكية العلمية ورأى أن المسرح الملحمي هو أصلح الصيغ التي يستطيع من
خلالها طرح فكره الاشتراكي. وفي نفس الوقت ايجاد الشكل المسرحي الذي ينبع من تراثنا
ويكون قريباً إلى نفس المتفرج العربي.
ولعل مسرحية الملك هو الملك هي خير مثال عن عمله في هذا النوع من المسرح، وهي مثل
المسرحيات السابقة في هذا الخط "الفيل يا ملك الزمان" و"مغامرة رأس المملوك جابر"
تتناول علاقة المواطن بالسلطة.
* الملك هو الملك
ويستلهم ونوس هذه التجربة من حكاية من حكايات "ألف ليلة وليلة" وتروي هذه الحكاية
أن هارون الرشيد قد ضجر ذات مرة، فقرر أن يصطحب وزيره في جولة ليلية، وأثناء
تجوالهما سمعا رجلاً يتمنى الوصول إلى الحكم ولو ليوم واحد، حتى يحقق العدل ويقضي
على الظلم فيقرر الخليفة أخذه إلى القصر ليجعل منه خليفة ليوم واحد. لكن ونوس لم
يجعل قضيته تنتهي عند هذا الحد وإنما أضاف عليها، كما غير في بعض شخصيات الحكاية.
فأبو عزة الذي فقد ماله نتيجة لتآمر شهبندر التجار والشيخ طه عليه، لم يفقد ارتباطه
بطبقته، وحلمه الدائم أن ينتقم من الرجلين اللذين ضيعا ماله وجعلاه فقيراً حتى
اضطرت زوجته للعمل في البيوت من أجل تدبير معيشة الأسرة.
ويعيش مع الأسرة "عبيد" الثائر الهارب من السجن، وقد تنكر في هيئة متسول. وتقوم عزة
برعايته حتى تكتشف هويته وتقع في حبه. وهنا كما في حكاية ألف ليلة وليلة فالملك
يصاب بالضجرفيبحث عن تسلية من لون جديد، فهو يريد أن يداعب الناس ويسخر منهم.
ويخرج الملك مع وزيره للتجول في المدينة، ويذهبان إلى بيت أبي عزة ويجدانه مخموراً،
ويقنعانه بأنهما يرغبان في اصطحابه للمؤانسة، وفي قصر الملك يدسون لأبي عزة المنوم
في الشراب، ثم يحملونه إلى مخدع الملك. ويشرح الملك لعرقوب، اللعبة التي يقوم بها
مع سيده. وفي الصباح يستيقظ أبو عزة، ويجد نفسه في مخدع الملك ويأتي الخدم ليلبسوه
رداء الملك، ومع كل قطعة يلبسها يقترب أكثر من شخصية الملك، أما عرقوب – خادمه –
فلم يستطع تقمص شخصية الوزير، لأنه يعلم أن أصحاب اللعبة يراقبونه ويعرفون حقيقته،
ويزداد تقمص أبي عزة لشخصية الملك، ويتمكن من إدارة الحكم بصورة تذهل كلاً من الملك
الحقيقي ووزيره. فقد استطاع أن يكتشف أسراراً خطيرة يخفيها عنه مقدم الأمن، كانت
تثير قلقاً لدى أعيان الدولة الذين يحاولون منذ مدة مفاتحة الملك بشأنها. وهنا يشعر
الملك الحقيقي المتواجد في القصر بضياع خيوط اللعبة من يديه، فلا أحد في القصر
يعرفه، حتى رجاله المقربين. ولم تستطع أم عزة أن تكتشف اللعبة ويحكم لها الملك
الجديد بخمسمائة درهم، تجري لها سنوياً من مال الوزير الخاص على أن تساق عزة إلى
بيت الوزير وله أن يتزوجها أو يأخذها جارية. وهنا يفقد الملك الحقيقي تماسكه، ويذهب
إلى زوجته الملكة، لكي تجلو الحقيقة لكنها تنكره وتسخر منه، فيفقد عقله.
أما الوزير فيستطيع من خلال مكره، استعادة ردائه، ومركزه. وينضم إلى الملك الجديد
في إدارة الحكم بحزم شديد، وبمزيد من البطش.
ويظل التنظيم السري الذي يمثله زاهد وعبيد ينتظر التوقيت المناسب للصدام مع الملك،
وهنا يحاول ونوس الإجابة عن تساؤل فيما إذا كان ممكناً إصلاح نظام الحكم الفاسد
بتغيير الحاكم من فرد إلى سواه؟ وإجابته واضحة وهي أن تغيير الأفراد لا يغير
الأنظمة، فطريق الإصلاح تتطلب تغيير الأنظمة الفردية من قواعدها. كما أنه يرفض
تقسيم المجتمع إلى طبقتين، طبقة تملك الحكم وتحكم وتستغل الآخرين، وطبقة لا تملك
وبالتالي لا تحكم، وهي طبقة يقع عليها الاستغلال. وإذا كان المشاهِد بعيداً عن
الأحداث السياسية في الحياة العامة، فإنه من خلال المسرح يحاول "تسييسه" أو توعيته
سياسياً.
والكاتب يقدم الأمل في المسرحية من خلال نماذج من الشعب تمتلك الرؤية الشاملة
والوعي الذي يؤهلها لعمل شيء ما. وهذا ما نلاحظه في شخصيتي زاهد وعبيد.
ورؤية ونّوس لمعاناة الشعوب في ظل أنظمة الحكم القائمة على الفردية وطغيان الملكية
تصدر عن منظور مادي جدلي. فهو يصور على لسان عبيد، كيفية ظهور مثل هذه الأنظمة بعد
أن كان الناس يعيشون أحراراً في مجتمعات كان يعم فيها الخير على الجميع.
ولاشك أن ونّوس في مسرحيته هذه يقودنا لطرح أسئلة مهمة كيف لا نحظى بحق تقديس
حريتنا.
نبيل جاكيش- متابع فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 44
درجات : 5460
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 36
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(1/1)
فنون سلمية :: فنون :: على الخشبة "مسرح"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011