ثقافتنا..!!

هل صحيح أن ثقافتنا المعاصرة تعيش في أزمة مستفحلة؟
قد يكون طرح هذا السؤال بحد ذاته ،إعادة له بطريقة أو بأخرى من الصيغ التي طرحتها فئات الثقافة هنا وهناك، ولكن مع كثرة ما طرح هذا السؤال بقيت الإجابة عليه قيد الإنتظار...
نظرا لما شهده العالم مؤخرا من تطور في العلم والتكنولوجيا ومن تطور في الأوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة وبالأخص المجتمع العربي ومن تطور للأحداث على كافة الصعد والتتالي السريع لها حيث يصعب على الإنسان أن يمنح لنفسه حيزا من الوقت للتفكير في حدث معين حتى يليه الحدث الآخر والأشد صخبا وسرعة من سابقه فاسمحولي لي باغتنام الفرصة لاستقراء أكبر عدد من آراء ووجهات نظر زوار المنتدى وأعضائه الأكارم حول حقيقة هذه الأزمة ( أزمة الركود الثقافي) .
- وكوجهة نظر أولى إنني لأرى أن الثقافة لم تتحول بعد إلى منهل يومي يشعر الإنسان العربي بضرورة الإرتواء منه ، وذلك لأنها كانت في الفترات الأخيرة كانت وما زالت كالسلع المعروضة في المحال التجارية لا يمتلكها إلا من يدفع ثمنها غاليا فيبتاعها كما يبتاع الرداء أو الثوب ليرتديه في المناسبات الضرورية ،والمناسبات الأقل ضرورة ....
وما أعنيه بذلك أن الثقافة لم تمتزج بدم المواطن ولم تتحول إلى سلوك يومي يصعب الخروج من دائرته كما إنني لأرى أن الثقافة التي يجب أن ينهل منها شبابنا العربي متنوعة ومفيدة إلا أنها باتت محصورة في حيز إجتماعي صغير بينما من المفروض أن تكون ينبوعا لكل من يريد الإرتواء منه ، بل خبزا يوميا للجميع.
بالإضافة إلى أنها أصبحت تتميز بالثقافة السريعة تماشيا مع العصر ( عصر السرعة والعولمة) حيث أن غالبية شبابنا لا يكلف نفسه مشقة البحث عن المعلومة أو الفكرة التي تشغل تفكيره فيتجه مباشرة إما لزيارة أحد مواقع الإنترنت أو لمشاهدة الفضائيات لعله يحصل على ما يريد بأسرع وقت ، فأين نحن وهو من المسرح ...من السينما...من القصة..من الشعر..من التراث الأدبي في مختلف جوانبه ....إلخ، شبابنا الذي نخاف عليه من إنتقاء أنواع الثقافة القذرة عبر مواقع الإنترنت والفضائيات التي يصدرها له الغرب -اللهم عافينا - كجزء من خطة واسعة النطاق لتدمير أصالتنا وثقافتنا وتراثنا العربي الأصيل وإنني هنا لا أعني أنه لا يجب علينا أن نستفيد من تقنيات العصر الحديث كالإنرنت وغيرها...بل على العكس ولكن بالطريقة الصحيحة وأخيرا إن أزمتنا الثقافية تكمن في عدم تكويننا الروابط ما بين الثقافة والحياة وأعود لأؤكد على أن الثقافة لم تتحول بعد إلى سلوك فالحل الوحيد يكمن في تخطيط تربوي يشمل المدرسة ..البيت ....الشارع...ومن ثم يتحول إلى ثورة ثقافية على مستوى الحياة
و في النهاية تحياتي لكم جميعا مع تمنياتي أن يثير هذا الموضوع النقاشات حوله في هذا المنتدى الثقافي الفني الرائع.