(جمال بلادي...)...

من طرف حيدر حيدر الخميس مايو 13, 2010 3:17 pm

(جمال بلادي...)...

في إطار الحملة الأهليّة للمحافظة على نظافة بلدي،كانت لي المشاركة التالية:

(جمال بلادي ....من جمال وجوه أبنائها، وصفاء سريتهم، وصدق نفوسهم .)

***********************************************************************
يوم أن أطلّ من نافذة شرفتي،وأرى العصافير تحطّ علي عريشةالدالية،التي تتسلّق فوقها،وأسمع نغم تغريد كنار حطّ على فرع منها، وأخذ يجاري شدوالعصافير،عندئذ فقط أتمتع بنور الشمس، الذي بدأ يزحف على مساحة غرفتي فيغمرها بظلال وارفة،ويشدّني سحر الطبيعة الخلابة على امتداد النظر،فأستشرف من خلال ضباب العمر،وسراب الأيام لوحات الريف الجميل،التي غطّت فيه الكروم،وأشجار الزيتون واللوزوالجوز والتين والتفاح والأجاص كلّ مساحات حقول بلادي،وأسمع بكلّ عذوبة ورقة، خرير المياه فيالساقية التي يتدفّق ماؤها في كلّ اتجاه،وعلى مسافة غير بعيدة وتحت شجرة الزيزفون،جلس راع يترنّم بلحن شرقي جميل الشدو،طرب النغمات،وبجانبه أقعى كلبه الأمين،بينماأخذت تتراقص بالجوار منه أغصان شجرة الصفصاف التي انحنت فروعها وأخذت تشرب من مياهالساقية المتدفقة دون إذن من أحد،ودون مواعيد مسبقة لفتح المياه أو إغلاقهاعلىجذورها المتجذرة في تربةبلادنا السمحة المعطاء. وأرى أبناء ريفنا يتعاونون كخليةنحل،دون أجر أو منّة، كما كانوا في الماضي بسطاء في معيشتهم ،نبلاء في أخلاقهم،كرماء في بيوتهم،وكرمهم مستمدّ من كرم الطبيعة في ريفنا الذي يعطي ولا يملّالعطاء.
عندئذفقط أعرف أنّ جمال بلادي مستمّد من جمال وجوهونفوس أبنائها،ولن تستطيع يد للغدرأو الإفساد، أن تطال كلّ جميل فيها،أو أن تفسد ولوبعض الظواهر البيئية المشرقة، أوأن تعبث في لوحة طبيعتها الخلابة،أو أن تسرق من دموع عينيها قطرة ماء تسقيبها أحواش الحبق والفلّ والياسمين التي تزيّن أدراجها ومصاطبها.
معك الله،والأيدي البنّاءة الصادقة يابيئة الوطن، ويا حقول القمح الخيرة، بسانبلهاالتي لاتنحني إلاللعطاء، كمعول الفلاح في يد كادح ،امتدّت لغة الحوار بينهما من ثقافة الإغريق، إلىثقافة العولمة، ووجدا في نهاية حوارهما،أنهما أصدق اثنين تحدثا بلغة الجهدوالعطاء ووجدا فلسفة خاصة بهما،أبلغ من شعر المتنبي،وأعمق من فلسفة المعريّ،وأكثر حذقاً من منطق أرسطو.فلسفتهما هي:كلما صدق أبناء الوطن في عملهم، كلما أشرقت رياحينه،وازينّت حقوله،وتنوّرت بيئته. وفشلت أيدي العابثين والمفسدين بإلحاق الأذى فيصفاء هذه البيئة ونقائها،وبهذا العمل الوطني الخلاق،يزداد الوطن بهاء،وكذلك في نطاق العمل الأهلي،الذي يعمل ،ويحثّ، ويوجّه دوماً ،على خلق بيئة نظيفة،ليس في إطار الزمان والمكان المحليين،وإنما في إطار الحبّ الكبير،للوطن الكبير...فتعالوا معي أيّها الأصدقاء،ومن دائرة المحبّة ذاتها، ننطلق إلى الآفاق الرحبة لنكون أكثر جمالاً في وجوهنا،وتعالوا معي ندعو أن نكون أكثر صدقاً بأنفسنا، ومعها، على الدوام،حتى يكون الوطن جميلاً بجمالنا،ومنه ننطلق إلى المحيط الإنساني الأشمل،فنرى الوجود جميلا،كما قال الشاعر العربي:
كن جميلاً........ترى الوجود جميلا
ومن هنايتأكدّ قولنا، وتترسّخ حقيقة ثابتة مفادها:من أنّ جمال الوطن، يشرق بإشراقة وجوه أبنائه،ويزدهر ويتنوّر بصفاءسريرتهم، وصدق نفوسهم.
سلمية في /13/5/2010
الصديق: حيدر حيدر

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31