دخول
مواضيع مماثلة
صفحتنا على فيس بوك
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 99 بتاريخ الأحد يوليو 30, 2017 3:26 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 423 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو جلال العبيدي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 11905 مساهمة في هذا المنتدى في 2931 موضوع
بحـث
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
"عصفور من حجر".. جدلية التعرية السينمائية
3 مشترك
فنون سلمية :: فنون :: سينما
صفحة 1 من اصل 1
مال وطني ... عندما يدق الارهاب بابنا
مال وطني فيلم "جزائري" يرصد حال عائلة غاب عنها الأب قبل ثلاثة أشهر، لتلقى أعباء وهموم هذه العائلة على أكتاف الأم "الباتول" وقد استخدمت المخرجة "فاطمة بالحاج" المكان الواحد لرصد وقائع بيت يعيش وسط غابة من النظم الاجتماعية المكبلة.
وكما جاء في شارة الفيلم، فإنه مقتبس عن عمل مسرحي للكاتب الاسباني الشهير "لوركا" ولكن جاء نقل هذا العمل بطريقة مفعمة بالحساسية، والدقة التي قد تشعرك بالملل أحياناً، لدرجة أنك كمتابع لأحداثه تتساءل متى ينتهي هذا المشهد، غير أن العكس صحيح، وأن صانعة هذا الفيلم تريد من المشاهد أن يصل بدرجة تعاطفه مع شخصياتها حد الثمالة، وبطريقة تشدك رغماً عنك؟؟ فـ "الباتول" امرأة مكافحة مناضلة تعيش على جبهتين الأولى كيف تستطيع الحفاظ على بناتها من مجتمع يعلن كل يوم عن اختطاف العديد من فتياته، وقتلهن بطرق وحشية، ناهيك عما يتعرضن له من تعذيب على المستوى النفسي والجسدي، والجبهة الثانية كيف تسوق ما تنتجه من معجنات في السوق البلدي، فهي الوحيدة التي تغادر المنزل، كذلك ابنتها الصغيرة "مريم" بحكم أنها طالبة ، والتي تتحين في كل مناسبة رفض الواقع المفروض عليها من قبل "الباتول" فهي تحب أن تخرج من كنف الرقابة، لأنها تعتبر نفسها متعلمة، وتستطيع شق طريقها بنفسها، ما دفعها لأن ترتبط بعلاقة غير شرعية مع خطيب أختها الذي لم نشاهده ولا مرة في سياق هذا الفيلم؟ وفي تأكيد من المخرجة الإبقاء على الرصد الميداني لعوالم هذه الأسرة عن سواها. وعرض حالات وجدانية تنشأ في كل مرة ومن لا شيء لنقع على تفاصيل ما تعانيه كل واحدة ومن منظورها الشخصي، فـ "صفية" تصبغ شعرها بلون أصفر، فتتعرض للضرب من قبل أمها ولم يمض على وفاة والدها ثلاثة أشهر، لكنها ترفض أن تعيش في ظل الموتى، فاتخذت لنفسها صديقة واحدة هي حمامة بيضاء تقطن على سطح الدار؟؟ في البيت رجل واحد"حسيسن" الذي يعاني من مرض أشبه بالجنون، وهو الذي انتقل إلى هذه العائلة بعد موت والده، وزواج أمه من رجل آخر، كما أنه ابن شقيق "الباتول" لكنه ليس مجنوناً ؟؟ وإن بدا عليه أنه متشنج الأعصاب، وذو لغة صعبة الفهم، كما أن لحركات وجهه ما توحي بذلك، يقبع في صندوق خشبي، في غرفة مستقلة سوف تنقذه من موت مروع؟! "حسيسن" هذا، هو الرئة التي تتنفس بها قاطنات هذا البيت، وفي مشهد رائع يظهر لنا كيف أنه نقل الجو العام والكئيب، إلى أشبه ما يكون فرح، من خلال غنائه، وفهمه لتراث بلده، وهذا ما دعا فتيات الدار، للخروج من روتين عمل قاتل ومرهق، ومشاركته هذا الاحتفال، كل هذا يحدث في غياب "الباتول" عن البيت،
ينتهي الفيلم على غير المتوقع، إنه الموت للجميع على يد الإرهابيين الذين تسللوا إلى البيت للانتقام من "الباتول" في تهمة أنها تتعامل مع الخونة، والبتول هذه شاهدت في أثناء عودتها من السوق عملية اغتيال شرطي من الحي، فمجرد أنها شاهدت واستطلعت عما جرى أصبحت مدانةً، ووقع عليها الحد، ويجب أن تواجه الموت، قرار صادر عن جهات لا تعرف الرحمة؟ ما حاولت حمايته "الباتول" من رقابة صارمة على بناتها، ذهب أدراج الرياح، فقد عادت إلى البيت لتحمل الدمار لمن فيه، عدا عن "مريم" التي قررت الخروج مع خطيب أختها، وبلا عودة.
"نساء لوركا" و"نساء الجزائر" يعشن في كنف القهر، والموت البطيء، وإن جاء في الفيلم بأسرع مما هو متوقع ولكن بدم بارد على يد الإرهاب.
مشاهد تصفية هذه العائلة جاء مروعاً وصدم كل الحاضرين الذين لم يتوقعوا هذه النهاية التراجيدية الذي أثلمت قلوب المشاهدين وأرخت بذيول الدهشة، والكل غير مصدق لما يجري أمامه، فالفيلم لم يعدنا بما هو أكثر من الرصد اليومي لهذه العائلة المكافحة، وكأني بالفيلم يريد أن يقول لنا، أننا أمام فيلم اجتماعي بسيط، وإذ به يتحول إلى فيلم سياسي وبقوة، نقلة نوعية وضعت جميع أبطاله تحت رحمة الإرهاب، والإرهاب لا يعترف ببطولة أحد، فهو قادر على لجم الأرواح الطيبة، والتي تعيش يومها في ظل معاناة الفقر، والحفاظ على الشرف، وكيف يصان الشرف؟ والفتيات يتعرضن للخطف والاغتصاب، ومن ثم القتل، ومن تنجو من الموت تعاد إلى أهلها في محاولة لإلحاق العار بالعائلة، وبحكم الشرف، ترفض العائلة استقبال الفتاة الضحية، لتلقى مصيراً مجهولاً.
البطل في هذا الفيلم هو (المكان) الذي أطّر في جنباته عوالم هذه النسوة، البيت أشبه ما يكون ببيت دمشقي، لكنه يفتقد إلى الروح، فساحته فارغة، وقد تحول إلى مشغل لإنتاج المعجنات وهو ما يعرف عندنا بـ "القطايف"
وكان استخدام الكاميرا بطريقة هادئة وغير متكلفة، واعتمدت المخرجة كثيراً على الرصد العالي في إظهار ساحة البيت عبر زوايا مائلة "Angle shot" من عدة أماكن، حتى اللقطة الأخيرة في الفيلم جاءت عبر زاوية من منظور "حسيسن" إلى سماء مظلمة يبدو فيها القمر لم يكتمل بعد، كذلك كان الاعتماد على لقطات "close up" أثناء بوح شخصيات الفيلم، لما يشعرن به من أسى، وأثناء عملية التصفية الجسدية لهن، في حين جاءت لقطة مقتل الشرطي في السوق عبر لقطة "Long shot"
في هذا الفيلم تعرفنا ماذا يعني الذروة، والذروة المضادة، ففي الوقت الذي بدا فيه الفيلم يسير حسب ما بدأه، وحين خلد جميع من في البيت إلى النوم، توقعنا أننا وصلنا إلى نهاية يوم طويل، وطويل جداً امتد لأشهر، وفي حين بتنا لا نتوقع ما هو أكثر وأن الذروة الدرامية للفيلم في هبوط، جاءت الذروة المضادة "Anti-climax" لتغير الحدث وتقلبه رأساً على عقب، وهو ما يسمى بالذروة الصادمة، وهي بالفعل صدمت الجميع بهذا التحول النوعي، والغير متوقع.
لقد نجحت المخرجة "فاطمة بالحاج" بإيهام الجميع على أن الفيلم اجتماعي بامتياز، لكنها أكدت في النهاية فظاعة ما يجري في عالم مليء بالأفكار السلفية، والتي بإمكانها قتل أي شيء، حتى اللذة بالتعب الذي تنعم به هذه العائلة تعرض للاغتيال.
من اللقطات المؤثرة هو موقف "حسيسن" ــ الذي نجا من الموت بفضل صندوقه الخشبي الذي ينام فيه ــ كيف هبط من الطابق الثاني وتسبقه على الحمامة البيضاء، ليتنقل بين أفراد العائلة المغتالون وهو يبكي، ليخلع من رقبته "سلسلة ذهبية" هي لأمه، وكم من مرة حاولت ابنة عمته "صفية" أن تتحايل عليه ليعطيها إياها، بعد الموت يضع "حسيسن" القلادة على صدر "صفية" في حين جاءت (الحمامة) لتقف فوق يد "صفية" صديقتها الراحلة.
الفيلم من إنتاج: "شركة لونافيزيون" وبمساعدة من وزارة الثقافة الجزائرية دائرة المنح الإنتاجية بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2007
وتميز الجميع بالأداء و منهم "شافيه بودراع" بدور الباتول، و"صالح أوقروت" بدور "حسيسن".
يذكر أن هذا الفيلم عرض الفيلم في افتتاح فعاليات المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر 2008.
محمد القصير
وكما جاء في شارة الفيلم، فإنه مقتبس عن عمل مسرحي للكاتب الاسباني الشهير "لوركا" ولكن جاء نقل هذا العمل بطريقة مفعمة بالحساسية، والدقة التي قد تشعرك بالملل أحياناً، لدرجة أنك كمتابع لأحداثه تتساءل متى ينتهي هذا المشهد، غير أن العكس صحيح، وأن صانعة هذا الفيلم تريد من المشاهد أن يصل بدرجة تعاطفه مع شخصياتها حد الثمالة، وبطريقة تشدك رغماً عنك؟؟ فـ "الباتول" امرأة مكافحة مناضلة تعيش على جبهتين الأولى كيف تستطيع الحفاظ على بناتها من مجتمع يعلن كل يوم عن اختطاف العديد من فتياته، وقتلهن بطرق وحشية، ناهيك عما يتعرضن له من تعذيب على المستوى النفسي والجسدي، والجبهة الثانية كيف تسوق ما تنتجه من معجنات في السوق البلدي، فهي الوحيدة التي تغادر المنزل، كذلك ابنتها الصغيرة "مريم" بحكم أنها طالبة ، والتي تتحين في كل مناسبة رفض الواقع المفروض عليها من قبل "الباتول" فهي تحب أن تخرج من كنف الرقابة، لأنها تعتبر نفسها متعلمة، وتستطيع شق طريقها بنفسها، ما دفعها لأن ترتبط بعلاقة غير شرعية مع خطيب أختها الذي لم نشاهده ولا مرة في سياق هذا الفيلم؟ وفي تأكيد من المخرجة الإبقاء على الرصد الميداني لعوالم هذه الأسرة عن سواها. وعرض حالات وجدانية تنشأ في كل مرة ومن لا شيء لنقع على تفاصيل ما تعانيه كل واحدة ومن منظورها الشخصي، فـ "صفية" تصبغ شعرها بلون أصفر، فتتعرض للضرب من قبل أمها ولم يمض على وفاة والدها ثلاثة أشهر، لكنها ترفض أن تعيش في ظل الموتى، فاتخذت لنفسها صديقة واحدة هي حمامة بيضاء تقطن على سطح الدار؟؟ في البيت رجل واحد"حسيسن" الذي يعاني من مرض أشبه بالجنون، وهو الذي انتقل إلى هذه العائلة بعد موت والده، وزواج أمه من رجل آخر، كما أنه ابن شقيق "الباتول" لكنه ليس مجنوناً ؟؟ وإن بدا عليه أنه متشنج الأعصاب، وذو لغة صعبة الفهم، كما أن لحركات وجهه ما توحي بذلك، يقبع في صندوق خشبي، في غرفة مستقلة سوف تنقذه من موت مروع؟! "حسيسن" هذا، هو الرئة التي تتنفس بها قاطنات هذا البيت، وفي مشهد رائع يظهر لنا كيف أنه نقل الجو العام والكئيب، إلى أشبه ما يكون فرح، من خلال غنائه، وفهمه لتراث بلده، وهذا ما دعا فتيات الدار، للخروج من روتين عمل قاتل ومرهق، ومشاركته هذا الاحتفال، كل هذا يحدث في غياب "الباتول" عن البيت،
ينتهي الفيلم على غير المتوقع، إنه الموت للجميع على يد الإرهابيين الذين تسللوا إلى البيت للانتقام من "الباتول" في تهمة أنها تتعامل مع الخونة، والبتول هذه شاهدت في أثناء عودتها من السوق عملية اغتيال شرطي من الحي، فمجرد أنها شاهدت واستطلعت عما جرى أصبحت مدانةً، ووقع عليها الحد، ويجب أن تواجه الموت، قرار صادر عن جهات لا تعرف الرحمة؟ ما حاولت حمايته "الباتول" من رقابة صارمة على بناتها، ذهب أدراج الرياح، فقد عادت إلى البيت لتحمل الدمار لمن فيه، عدا عن "مريم" التي قررت الخروج مع خطيب أختها، وبلا عودة.
"نساء لوركا" و"نساء الجزائر" يعشن في كنف القهر، والموت البطيء، وإن جاء في الفيلم بأسرع مما هو متوقع ولكن بدم بارد على يد الإرهاب.
مشاهد تصفية هذه العائلة جاء مروعاً وصدم كل الحاضرين الذين لم يتوقعوا هذه النهاية التراجيدية الذي أثلمت قلوب المشاهدين وأرخت بذيول الدهشة، والكل غير مصدق لما يجري أمامه، فالفيلم لم يعدنا بما هو أكثر من الرصد اليومي لهذه العائلة المكافحة، وكأني بالفيلم يريد أن يقول لنا، أننا أمام فيلم اجتماعي بسيط، وإذ به يتحول إلى فيلم سياسي وبقوة، نقلة نوعية وضعت جميع أبطاله تحت رحمة الإرهاب، والإرهاب لا يعترف ببطولة أحد، فهو قادر على لجم الأرواح الطيبة، والتي تعيش يومها في ظل معاناة الفقر، والحفاظ على الشرف، وكيف يصان الشرف؟ والفتيات يتعرضن للخطف والاغتصاب، ومن ثم القتل، ومن تنجو من الموت تعاد إلى أهلها في محاولة لإلحاق العار بالعائلة، وبحكم الشرف، ترفض العائلة استقبال الفتاة الضحية، لتلقى مصيراً مجهولاً.
البطل في هذا الفيلم هو (المكان) الذي أطّر في جنباته عوالم هذه النسوة، البيت أشبه ما يكون ببيت دمشقي، لكنه يفتقد إلى الروح، فساحته فارغة، وقد تحول إلى مشغل لإنتاج المعجنات وهو ما يعرف عندنا بـ "القطايف"
وكان استخدام الكاميرا بطريقة هادئة وغير متكلفة، واعتمدت المخرجة كثيراً على الرصد العالي في إظهار ساحة البيت عبر زوايا مائلة "Angle shot" من عدة أماكن، حتى اللقطة الأخيرة في الفيلم جاءت عبر زاوية من منظور "حسيسن" إلى سماء مظلمة يبدو فيها القمر لم يكتمل بعد، كذلك كان الاعتماد على لقطات "close up" أثناء بوح شخصيات الفيلم، لما يشعرن به من أسى، وأثناء عملية التصفية الجسدية لهن، في حين جاءت لقطة مقتل الشرطي في السوق عبر لقطة "Long shot"
في هذا الفيلم تعرفنا ماذا يعني الذروة، والذروة المضادة، ففي الوقت الذي بدا فيه الفيلم يسير حسب ما بدأه، وحين خلد جميع من في البيت إلى النوم، توقعنا أننا وصلنا إلى نهاية يوم طويل، وطويل جداً امتد لأشهر، وفي حين بتنا لا نتوقع ما هو أكثر وأن الذروة الدرامية للفيلم في هبوط، جاءت الذروة المضادة "Anti-climax" لتغير الحدث وتقلبه رأساً على عقب، وهو ما يسمى بالذروة الصادمة، وهي بالفعل صدمت الجميع بهذا التحول النوعي، والغير متوقع.
لقد نجحت المخرجة "فاطمة بالحاج" بإيهام الجميع على أن الفيلم اجتماعي بامتياز، لكنها أكدت في النهاية فظاعة ما يجري في عالم مليء بالأفكار السلفية، والتي بإمكانها قتل أي شيء، حتى اللذة بالتعب الذي تنعم به هذه العائلة تعرض للاغتيال.
من اللقطات المؤثرة هو موقف "حسيسن" ــ الذي نجا من الموت بفضل صندوقه الخشبي الذي ينام فيه ــ كيف هبط من الطابق الثاني وتسبقه على الحمامة البيضاء، ليتنقل بين أفراد العائلة المغتالون وهو يبكي، ليخلع من رقبته "سلسلة ذهبية" هي لأمه، وكم من مرة حاولت ابنة عمته "صفية" أن تتحايل عليه ليعطيها إياها، بعد الموت يضع "حسيسن" القلادة على صدر "صفية" في حين جاءت (الحمامة) لتقف فوق يد "صفية" صديقتها الراحلة.
الفيلم من إنتاج: "شركة لونافيزيون" وبمساعدة من وزارة الثقافة الجزائرية دائرة المنح الإنتاجية بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2007
وتميز الجميع بالأداء و منهم "شافيه بودراع" بدور الباتول، و"صالح أوقروت" بدور "حسيسن".
يذكر أن هذا الفيلم عرض الفيلم في افتتاح فعاليات المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر 2008.
محمد القصير
محمد القصير- متذوق فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 153
درجات : 5751
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
العمر : 57
"عصفور من حجر".. جدلية التعرية السينمائية
فيلم قصير لـ "حازم الحموي"
محمد القصير
السبت 04 نيسان 2009
لا يعرف كيف ينتقي اسماً.. اختار الضائع، الحجر، وأشياء متداخلة؟ فاستحق أن تتلقفه عين الكاميرا، كل من في "سلمية" يعرفه، يمازحه وهو القادم من "تركيا" عبر قطار إلى الساحة العامة، "أبو حجر" الذي قد تصادفه في أي شارع من شوارع "سلمية"، يدخن.. ويحمل عدة الشاي على خصره.. دون أن يأبه لوجود أحد حوله.. وكأنه الوحيد في هذا العالم،
لكن للفنان عين لا يرى بها غيره، فكان الفيلم التسجيلي "عصفور من حجر" وصاحب الرؤية المخرج "حازم الحموي" وبكاميرا Handy Cam صنع فيلماً أثار جدلاً؟.
eSyria حضر الفيلم المذكور ضمن نشاط النادي السينمائي في "جمعية أصدقاء سلمية" وبعد نهاية العرض تم مناقشته بين الحضور، لتأتي هذه المناقشة متضاربة الرؤى حوله. وأول المتحدثين "سامر الضحاك" حيث أدلى برأيه قائلاً: «أعجبني الفيلم من الناحية الإخراجية، فحركة الكاميرا جاءت متناسقة مع الموضوع الذي تناوله الفيلم، اعتمد المخرج الكادر القريب، ربما له وجهة نظر، غير أن ذلك جعل من الفيلم عبارة عن سيرة ذاتية للشخصية التي تناولها، وباعتقادي إن وجود "أبو حجر" في معمل، أو معصرة زيتون ما هو إلا مشهد دخيل على الفيلم، وبعيد عن واقعية الشخصية ذاتها».
وتابع يقول: «وجدت أن "أبو حجر" كان أكثر طلاقة من الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم باختيار من المخرج وبطريقة مرتبة مسبقاً، فكان يعبّر بحرية أكبر».
فيما تحدّث الدكتور الصيدلي "مرزا مرزا" عن الفيلم فقال: «اعتبر هذا الفيلم قطعة جميلة، أوافق "سامر" في انتقاده لمشهد المعمل، فلم تكن حميمية مع شخصية "أبو حجر"، ولكن السؤال الذي أطرحه: هل يريد المخرج
أبو حجر" شخصية الفيلم
أن يعري الأشخاص بأن كان "أبو حجر" أصدق من كل المتحدثين عنه؟ لقد أظهر الفيلم أن "أبو حجر" قادم من إرث موسوعي ثقافي، فطرح أسئلة من ضمن أجوبته».
وتابع: «استطاع المخرج من خلال شخصية "أبو حجر" تعريفنا بحالة إنسانية تعيش بيننا لكننا لا نعرف عنها الكثير»، وأصر على أن المخرج استطاع أن يوصل لنا هذه الشخصية.
الأستاذ "سمير جمول" يعارض فكرة المقارنة بين الإنسان والحيوان، ويقول: «شاهدنا أن المخرج وضع مقارنة بين موقف لأشخاص تخلوا عن ذويهم بطريقة بشعة وغير إنسانية، وجاء هذا على لسان إحدى الشخصيات التي تتحدث عن "أبو حجر"، في حين كان بطل الفيلم يتحدث عن عزوف الناس عن مساعدة فلاح سقط حمله من على ظهر حماره، فقام الحمار بما كان يجب أن يقوم به الإنسان. هذه المقارنة أرفضها في هذا الفيلم، فالحيوان غريزي التصرف، لكن الإنسان يتصرف بملء التفكير».
ويضيف مداخلته فيقول: «من الناحية الإخراجية، الفيلم جيد، بل ورائع، وأعتقد أنه أول فيلم عربي يتطرق لمثل هذه الشخصيات لتكون مادة رئيسية في فيلم لا يتحدث إلا عنه. والذين سبقوني قالوا إن المخرج انحاز لبطله وتبنى رأيه، وأنا أوافقهم
من أجواء مناقشة الفيلم
الرأي».
السيد "حسن جعفر" يعترض على بعض المشاهد، فيقول: «لا شك أن الفيلم يشدك في اللحظة الأولى، لكن يجب أن ننظر إليه بعيداً عن الحالة العاطفية التي قد تشدنا لبطل الفيلم، لأننا نشاهده في كل يوم، ولكن وجدت أن صعود "أبو حجر" إلى قلعة "شميميس" ما هو إلا إقحام أريدَ منه تأكيد انتماء البطل لمدينة بعينها، كان من الممكن أن يجعلها شخصية غير مؤطرة بمكان يبعدها عن شيوعها على العالم بشكل عام».
المخرج المسرحي "سليمان السلوم" يستشهد ببعض المواقف التي قام بها "أبو حجر" يناقض فيها كلام "حسن جعفر" حيث قال: «كثيراً ما شاهدت "أبو حجر" يذهب إلى القلعة، ومرة شاهدته برفقة "أحمد عبيد" ومعهم معدات "السيران" وكان مقصدهما القلعة».
ودخل "السلوم" في كلام العقل والنماذج التي حددها لذلك فقال: «هناك ثلاثة عقول ظهرت في الفيلم، عقل الرأي العام، وجسده الأشخاص الذين تحدثوا عن "أبو حجر"، وعقل وسيط، اختاره المخرج وهو "أبو حجر"، وأخيراً العقل المبدع، وتمثل بالمخرج الذي سلط الضوء على هذه الشخصية».
أما رأي الأستاذ "حسن القطريب" فكان مقتضباً وسريعاً، حيث قال: «هناك نماذج كثيرة من أمثال "أبو حجر"».
ويذكر في
"عصفور من حجر"
بطاقة الفيلم أنه بدعم من "المعهد العربي للفيلم"
ويبقى كلمة أخيرة تؤكد على ضرورة تفعيل دور السينما في تسليط الضوء على شخصيات تقبع في زوايا النسيان، رغم أنها تسير تحت الشمس، وتستقبل المطر كل وقت، ولعل أصدق ما جاء في هذا الفيلم "أبو حجر" والطفل الذي قال له: (إنت صرت رفيقنا، صاير عم تجي كتير ع حارتنا، مو هيك؟)
أبو حجر: (أممم) أي أنه وافق الطفل في رأيه ومحبته البريئة.
منقول عن eSyria محمد القصير
محمد القصير
السبت 04 نيسان 2009
لا يعرف كيف ينتقي اسماً.. اختار الضائع، الحجر، وأشياء متداخلة؟ فاستحق أن تتلقفه عين الكاميرا، كل من في "سلمية" يعرفه، يمازحه وهو القادم من "تركيا" عبر قطار إلى الساحة العامة، "أبو حجر" الذي قد تصادفه في أي شارع من شوارع "سلمية"، يدخن.. ويحمل عدة الشاي على خصره.. دون أن يأبه لوجود أحد حوله.. وكأنه الوحيد في هذا العالم،
لكن للفنان عين لا يرى بها غيره، فكان الفيلم التسجيلي "عصفور من حجر" وصاحب الرؤية المخرج "حازم الحموي" وبكاميرا Handy Cam صنع فيلماً أثار جدلاً؟.
eSyria حضر الفيلم المذكور ضمن نشاط النادي السينمائي في "جمعية أصدقاء سلمية" وبعد نهاية العرض تم مناقشته بين الحضور، لتأتي هذه المناقشة متضاربة الرؤى حوله. وأول المتحدثين "سامر الضحاك" حيث أدلى برأيه قائلاً: «أعجبني الفيلم من الناحية الإخراجية، فحركة الكاميرا جاءت متناسقة مع الموضوع الذي تناوله الفيلم، اعتمد المخرج الكادر القريب، ربما له وجهة نظر، غير أن ذلك جعل من الفيلم عبارة عن سيرة ذاتية للشخصية التي تناولها، وباعتقادي إن وجود "أبو حجر" في معمل، أو معصرة زيتون ما هو إلا مشهد دخيل على الفيلم، وبعيد عن واقعية الشخصية ذاتها».
وتابع يقول: «وجدت أن "أبو حجر" كان أكثر طلاقة من الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم باختيار من المخرج وبطريقة مرتبة مسبقاً، فكان يعبّر بحرية أكبر».
فيما تحدّث الدكتور الصيدلي "مرزا مرزا" عن الفيلم فقال: «اعتبر هذا الفيلم قطعة جميلة، أوافق "سامر" في انتقاده لمشهد المعمل، فلم تكن حميمية مع شخصية "أبو حجر"، ولكن السؤال الذي أطرحه: هل يريد المخرج
أبو حجر" شخصية الفيلم
أن يعري الأشخاص بأن كان "أبو حجر" أصدق من كل المتحدثين عنه؟ لقد أظهر الفيلم أن "أبو حجر" قادم من إرث موسوعي ثقافي، فطرح أسئلة من ضمن أجوبته».
وتابع: «استطاع المخرج من خلال شخصية "أبو حجر" تعريفنا بحالة إنسانية تعيش بيننا لكننا لا نعرف عنها الكثير»، وأصر على أن المخرج استطاع أن يوصل لنا هذه الشخصية.
الأستاذ "سمير جمول" يعارض فكرة المقارنة بين الإنسان والحيوان، ويقول: «شاهدنا أن المخرج وضع مقارنة بين موقف لأشخاص تخلوا عن ذويهم بطريقة بشعة وغير إنسانية، وجاء هذا على لسان إحدى الشخصيات التي تتحدث عن "أبو حجر"، في حين كان بطل الفيلم يتحدث عن عزوف الناس عن مساعدة فلاح سقط حمله من على ظهر حماره، فقام الحمار بما كان يجب أن يقوم به الإنسان. هذه المقارنة أرفضها في هذا الفيلم، فالحيوان غريزي التصرف، لكن الإنسان يتصرف بملء التفكير».
ويضيف مداخلته فيقول: «من الناحية الإخراجية، الفيلم جيد، بل ورائع، وأعتقد أنه أول فيلم عربي يتطرق لمثل هذه الشخصيات لتكون مادة رئيسية في فيلم لا يتحدث إلا عنه. والذين سبقوني قالوا إن المخرج انحاز لبطله وتبنى رأيه، وأنا أوافقهم
من أجواء مناقشة الفيلم
الرأي».
السيد "حسن جعفر" يعترض على بعض المشاهد، فيقول: «لا شك أن الفيلم يشدك في اللحظة الأولى، لكن يجب أن ننظر إليه بعيداً عن الحالة العاطفية التي قد تشدنا لبطل الفيلم، لأننا نشاهده في كل يوم، ولكن وجدت أن صعود "أبو حجر" إلى قلعة "شميميس" ما هو إلا إقحام أريدَ منه تأكيد انتماء البطل لمدينة بعينها، كان من الممكن أن يجعلها شخصية غير مؤطرة بمكان يبعدها عن شيوعها على العالم بشكل عام».
المخرج المسرحي "سليمان السلوم" يستشهد ببعض المواقف التي قام بها "أبو حجر" يناقض فيها كلام "حسن جعفر" حيث قال: «كثيراً ما شاهدت "أبو حجر" يذهب إلى القلعة، ومرة شاهدته برفقة "أحمد عبيد" ومعهم معدات "السيران" وكان مقصدهما القلعة».
ودخل "السلوم" في كلام العقل والنماذج التي حددها لذلك فقال: «هناك ثلاثة عقول ظهرت في الفيلم، عقل الرأي العام، وجسده الأشخاص الذين تحدثوا عن "أبو حجر"، وعقل وسيط، اختاره المخرج وهو "أبو حجر"، وأخيراً العقل المبدع، وتمثل بالمخرج الذي سلط الضوء على هذه الشخصية».
أما رأي الأستاذ "حسن القطريب" فكان مقتضباً وسريعاً، حيث قال: «هناك نماذج كثيرة من أمثال "أبو حجر"».
ويذكر في
"عصفور من حجر"
بطاقة الفيلم أنه بدعم من "المعهد العربي للفيلم"
ويبقى كلمة أخيرة تؤكد على ضرورة تفعيل دور السينما في تسليط الضوء على شخصيات تقبع في زوايا النسيان، رغم أنها تسير تحت الشمس، وتستقبل المطر كل وقت، ولعل أصدق ما جاء في هذا الفيلم "أبو حجر" والطفل الذي قال له: (إنت صرت رفيقنا، صاير عم تجي كتير ع حارتنا، مو هيك؟)
أبو حجر: (أممم) أي أنه وافق الطفل في رأيه ومحبته البريئة.
منقول عن eSyria محمد القصير
محمد القصير- متذوق فن
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 153
درجات : 5751
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
العمر : 57
رد: "عصفور من حجر".. جدلية التعرية السينمائية
أستاذ محمد
أتمنى أن ترسل هذه المواضيع مستقلة وليست ردود ضمن بعضها لكي تأخذ حقها
أتمنى أن ترسل هذه المواضيع مستقلة وليست ردود ضمن بعضها لكي تأخذ حقها
علي الخطيب- إداري فنون
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 914
درجات : 6827
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 34
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(10/10)
رد: "عصفور من حجر".. جدلية التعرية السينمائية
شكر لك أخ محمد
مع محبتي .. مراد
مع محبتي .. مراد
مراد فطوم- إداري فنون
- أشجع :
الابراج : عدد المساهمات : 945
درجات : 7155
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
العمر : 35
بطاقة الشخصية
الطاقة:
(100/100)
فنون سلمية :: فنون :: سينما
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 16, 2014 12:42 am من طرف منار
» أجمل حب
الإثنين أكتوبر 29, 2012 2:38 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» اصنع تحولا في العلاقة
الأحد أكتوبر 28, 2012 10:03 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إذ كنت وحيدا أتجول
الأحد أكتوبر 28, 2012 8:06 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» إلى فؤادي
الأحد أكتوبر 28, 2012 6:25 am من طرف شامخ كياني لأني يماني
» العنقاء - الماغوط
الخميس ديسمبر 15, 2011 1:17 am من طرف ammushi
» رسم الاذن والعين و الانف
الأحد ديسمبر 11, 2011 1:44 am من طرف wazirwalid
» طريق النحل
الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:14 am من طرف علاء 2011
» أخطاء السيناريو الشائعة
الجمعة نوفمبر 18, 2011 9:14 am من طرف علاء 2011
» سونيت 95....وليم شكسبير
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:55 am من طرف علاء 2011
» عناوين للروح خارج هذا المكان
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:49 am من طرف علاء 2011
» ثلاث صور
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:46 am من طرف علاء 2011
» قصيدة الحزن
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:30 am من طرف علاء 2011
» اللجوء بقلم نزار قباني
الجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am من طرف علاء 2011